أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا بشأن تدهور النظام الصحي في السودان، مشيرةً إلى تدمير المنشآت الصحية وتعرضها للسرقة، ومعاناتها من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية واللقاحات والمعدات الطبية.
خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أفاد كريستيان ليندميير، المتحدث باسم المنظمة، بأن نسبة تشغيل المرافق الصحية في السودان لا تتجاوز 30%، وذلك بالحد الأدنى من القدرات. وأضاف أن الإمدادات الطبية المتاحة لا تغطي سوى ربع الحاجة الفعلية، مشيرًا إلى أن بعض المناطق مثل دارفور لم تستلم أي إمدادات طبية خلال العام المنصرم.
وأشار إلى أن المرضى المصابين بالسكري، ارتفاع ضغط الدم، السرطان، أو الفشل الكلوي قد يواجهون مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة نتيجة لغياب العلاجات الضرورية.
ليندميير أكد أيضًا على تزايد حالات الأمراض المعدية مثل الملاريا، الحصبة، حمى الضنك، والتهاب الكبد، والتي تنتشر في تشاد المجاورة كذلك.
بخصوص تشاد، ذكرت بلانش أنيا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في تشاد، أن حوالي خمسة آلاف شخص يعبرون الحدود إلى تشاد أسبوعيًا، معظمهم من النساء والأطفال.
من نجامينا، أفادت أنيا عبر الفيديو بأن العديد من النساء والفتيات تعرضن للاغتصاب، وأن سوء التغذية ينتشر بين الأطفال، إلى جانب الحصبة وأمراض أخرى تفاقمت بسبب الازدحام في المخيمات التي تفتقر للموارد، مما أدى إلى أزمة صحية خطيرة ومستمرة.
أشارت أنيا إلى تسجيل ما بين 1500 و2000 حالة سوء تغذية أسبوعيًا، مما أسفر عن وفاة 320 شخصًا، معظمهم أطفال، من بين اللاجئين والسكان المحليين.
كما نوهت إلى الحاجة الماسة للدعم النفسي للفارين من النزاعات في السودان، مع الإشارة إلى النقص الشديد في الموارد اللازمة لتوفير هذا النوع من الرعاية.
وأكدت أنيا على أن التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية في تشاد ما زال دون المستوى المطلوب، وذلك بعد عام شهد تمويلًا لا يتجاوز 30% من النداء الإنساني، مما ترك فجوة كبيرة في الموارد الضرورية لمنع وقوع كارثة صحية.
وختمت بالقول: “أزمة اللاجئين السودانيين ليست محصورة في الإطار الإقليمي فحسب، بل تمثل حالة طوارئ إنسانية على المستوى العالمي تستدعي تضافر الجهود. التأثيرات على تشاد جسيمة، ويجب التحرك بسرعة وحزم لتوفير الدعم اللازم وضمان عدم تعريض مسيرة البلاد نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للخطر”.