تنطوي موجات الحر الشديدة على مخاطر كبيرة يمكن أن تهدد صحة المسنين، و النساء الحوامل، و الأطفال الرضع، و عموم الناس.
و مع تغير المناخ أصبحت موجات الحر تمتد لأوقات طويلة و بدرجات أكثر شدة، و تسبب بالتالي أضرارا صحية أكبر.
تقول منظمة الصحة العالمية بأن موجات الحر تحدث عندما تكون درجات الحرارة أعلى من معدلها الطبيعي لأيام متتالية، و يمكن للرطوبة العالية أن تجعل درجات الحرارة تبدو أعلى مما هي عليه.
لقد تسبب تغير المناخ الذي أنتجته انبعاثات الغازات الدفيئة في تحويل هذه الظاهرة الطبيعية إلى كابوس حقيقي يؤثر على صحة سكان الكوكب.
تعد منظمة الصحة العالمية فئات هي الأكثر تعرضا لخطر موجات الحر و هم المسنون، و الأطفال الرضع، و النساء الحوامل، إلا أن المنظمة تخص بالتنبيه القائمين على أمر فئة الأطفال الرضع، باعتبارات أن الخطر عليهم أكبر من البالغين، لأن أجسادهم تجد صعوبة أكبر في تنظيم درجات الحرارة.
و تقدم المنظمة عددا من النصائح فيما يختص بالتعامل مع درجات الحرارة العالية، و أول تلك النصائح هو معرفة ما ستكون عليه الحرارة في اليوم و الغد و الأسبوع و الشهر، من خلال متابعة نشرات أحوال و توقعات الطقس، و التي تقدم معلومات مفصلة للناس، مما الذي يساعدهم في تنسيق نشاطاتهم خارج المنزل أو في الأماكن التي قد يتعرضون فيها لأشعة الشمس اللاهبة.
و توصي منظمة الصحة العالمية بالاحتفاظ على نحو دائم بحقيبة إسعافات أولية تحتوي على الأملاح الفموية، و مقياس الحرارة، و قوارير مياه، بجانب قطع قماش لتبليلها بهدف تبريد جسد المصاب، و بخاخ للمياه يعمل بالبطاريات.
و توصي المنظمة بالمعرفة المسبقة بطرق تلقي المساعدة الصحية وقت الحاجة إليها كأرقام خدمات الإسعاف و الطوارئ الصحية، إضافة إلى تبريد المنزل بإسدال الستائر لحجب أشعة الشمس، و استخدام المراوح و المبردات إذا توفرت.
و توصي المنظمة لتفادي الإجهاد الحراري بعدم الخروج من المنزل أثناء ذروة موجة الحر ما أمكن ذلك، و تكريس الحركة في الأوقات التي تكون فيها درجات الحرارة أقل، كما يتوجب على الذين هم بالخارج استعمال واقيات الحرارة و المظلات حتى تخفف عنهم الشعور بالحرارة العالية.
و توصي منظمة الصحة العالمية كذلك بشرب كميات كافية من الماء، و ارتداء الملابس الخفيفة الفضفاضة التي تقي الجسم فقدان الماء بالتعرق، كما توصي بحمل قارورة لتناول الماء عند الشعور بالحاجة إليه.
لقد أدى التغير المناخي إلى اشتداد ظواهر طبيعية كان يتعامل معها الإنسان بفطرته، إلا أن تلك الظواهر باتت شديدة و عنيفة بسبب ممارسات بني البشر تجاه البيئة؛ الأمر الذي يستوجب تعلم و تعليم احتياطات أكثر فعالية لتفادي الأضرار.
المزيد من المشاركات