في مرات عديدة يشرع المرء منا في بناء مشروع ثم يتفاجأ مبكرا أو آجلا بفشله، و ضياع الجهود و الأموال التي بذلها لتنفيذ المشروع، و الآمال التي عقدها عليه.
المختصون يحددون عددا كن الأسباب الرئيسية يعتبرون أن واحدا منها أو أكثر هو سبب فشل المشروعات الكبيرة منها و الصغيرة.
الكثيرون يعجبون بفكرة مشروع ما و يشرعون في تنفيذه دون خبرة كافية، مما يعرض المشروع لخسارة و الفشل، إذ إن الخبرة في المجال المراد الاستثمار فيه تعتبر من أول شروط النجاح؛ ذلك لأن الخبرة تمنح الشخص رؤية واسعة للأمور و تساعده على تلافي الأخطاء، و التخطيط السليم و التنفيذ الجيد لكافة التفاصيل المتعلقة بالمشروع، و لهذا يعد المختصون عدم توفر الخبرة الكافية واحدا من أهم فشل المشروعات.
وإن توافرت عند البعض الخبرة الكافية في المجال الذي يودون الاستثمار فيه، فإن الخطة المحكمة تعتبر من الأمور الحتمية للنجاح، فلابد أن يرتبط تنفيذ المشروع بخطة يبين فيها الجدول الزمني كل متعلقات تنفيذ المشروع صغيرها و كبيرها، حتى لا تفسد المفاجأت سير العمل، فالخبرة و غيرها من مستلزمات النجاح لا تكفي لنجاح المشروع إن غابت الخطة المحكمة و التي تستصحب الاحتمالات كذلك و تضع الحلول الاستباقية للمخاطر المتوقعة.
لتفادي السقوط في هاوية الفشل لا بد من أن يرتبط المشروع المراد تنفيذه بميزانية كافية و محددة، و معلومة فيها بنود الصرف، حيث يعتبر العجز عن الصرف في منتصف الطريق واحدا من العوامل الهازمة للمشروع و الهادمة لعماده، كما أن الصرف على البنود بشكل غير مدروس يتسبب في تآكل رأس المال المخصص للمشروع و توزيع الأموال في غير مواضعها، و بنسب غير منطقية أو مبررة، و سيؤدي ذلك حتما رفع التكلفة و زيادة احتمالات الخسارة مقابل الأرباح المتوقعة.
و مما يقود المشروعات للفشل أمر يغفل عنه الكثيرون؛ و هو عدم تحديد العميل الذي يتلقى الخدمة أو يشتري المعروض، فالعملاء يجب أن يتم تحديدهم و دراستهم من حيث الحجم و التوزيع الجغرافي و المزاج العام و كل ما يتعلق بكيفية كسب رضاهم، و في كل الأحوال يعتبر الاهتمام بالعملاء و تيسير حصولهم على الخدمة الجيدة بعد توفيرها أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لصاحب أي مشروع أيا كان نوعه.
يجهل البعض أو يتجاهل وجود المنافسين عندما يفكر في تأسيس مشروع عمل، و ذلك من مسببات الفشل الكبيرة للمشروعات، إذ يحتاج صاحب المشروع المبتدئ الإلمام بطريقة التعامل مع المنافسين و دراسة حالاتهم و نقاط ضعفهم و معرفة كيفية التفوق عليهم.
و يمثل التعامل مع المنافسين عاملا مهما في ضمان نجاح المشروع، بل و يعتبر عاملا مساعدا على الدوام في إنشاء السياسات المتعلقة بالسلعة أو الخدمة شكلا و محتوى و توزيعا و إعلانا.
لا ينبغي أن يغفل صاحب المشروع المبتدئ أبدا عن دور الموظف المؤهل في نجاح المشروع، فكم من مشروعات دمرها عدم الاختيار الامثل للموظفين الذين يمثلون المشروع، فكلما حرص صاحب المشروع على أن يكون الموظفون على درجة عالية من التأهيل و الرضا الوظيفي و الخلق القويم، كلما كان هؤلاء ذخيرة و عمادا مهما من أعمدة المشروع، و يحدث العكس عند الاعتماد على العمالة الرخيصة، أو انتهاج السياسات المفضية إلى عدم الرضا الوظيفي و السخط، حينها يهوي المشروع إلى الفشل، و يمكن أن يكون ذلك بسبب عامل بسيط.
النجاح دائما يرتبط بالتروي في تقديرات الأمور، و مع هذا يكون التوفيق حليفا للكثيرين الذين يخصصون وقتا أكبر لقيادة مشروعاتهم.
المزيد من المشاركات