أعلن برنامج الأغذية العالمي والبنك الأفريقي للتنمية اليوم عن نجاح ملحوظ في المشروع الطارئ لإنتاج القمح بالسودان، الذي يموله البنك، حيث أسفر عن زيادة إنتاج القمح بنسبة تصل إلى 70% في المواقع المستهدفة بخمس ولايات خلال العام الماضي. يأتي هذا الإعلان في ظل الأزمة الغذائية التي يواجهها السودان، والتي تفاقمت بسبب الصراعات المستمرة.
صرحت ماري مونياو، المديرة القطرية للبنك الأفريقي للتنمية في السودان، بأن المشروع الذي تبلغ قيمته 75 مليون دولار قد أسهم في تعزيز الأمن الغذائي بإنتاج 645,000 طن متري من القمح هذا العام، وقدم دعمًا حيويًا للنازحين، حيث استفاد منه أكثر من 30% من سكان الولاية الشمالية. وأضافت أن المشروع يُعد امتدادًا لمبادرات سابقة ناجحة، ويُظهر كيف يمكن للتدخلات التنموية طويلة الأمد أن تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة وتبني القدرة على التكيف مع المستقبل.
وأشار إيدي رو ، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في السودان، إلى أن الصراع أثر سلبًا على الزراعة، مما أدى إلى انخفاض إنتاج القمح إلى النصف تقريبًا مقارنة بالأعوام العادية. وأكد أن الدعم المالي من البنك الأفريقي للتنمية ساهم في التخفيف من تأثيرات الصراع على الإنتاج الزراعي.
و تلقى أكثر من 170 ألف مزارع من خلال المشروع من أصحاب الحيازات الصغيرة بذور قمح متكيفة مع المناخ وأسمدة، مما أدى إلى إنتاج حوالي 645,000 طن متري من القمح، وهو ما يمثل 22% من الاحتياجات السنوية للقمح في السودان. وأفاد المزارعون بزيادة متوسط الإنتاجية بنسبة 44% للهكتار الواحد مقارنة بالموسم السابق. وقدم البرنامج. 12 آلة حصاد للجمعيات الزراعية في ولايتي نهر النيل والولايات الشمالية، لتعزيز كفاءة الحصاد.
يُذكر أن السودان يواجه أزمة جوع غير مسبوقة، وهناك تقديرات تشير إلى أن أكثر من مليوني شخص معرضون لخطر المجاعة إذا لم يتلقوا المساعدة الإنسانية بشكل عاجل. وتُعد الاستثمارات في الإنتاجية الزراعية حيوية لمواجهة العنف والجوع، حيث قدم البنك الأفريقي للتنمية دعمًا ماليًا قدره 75 مليون دولار لتنفيذ المشروع على مدى عامين.