لا يقتصر دور الوسادة الجيدة في منحنا الراحة الكافية عند النوم، إنما يمتد دورها إلى صيانة صحتنا و المحافظة عليها؛ و ذلك ما يجعل من إحسان اختيار الوسادة المناسبة أمرا مهما و دقيقا.
يفضل العديد من الناس استخدام الوسادة العالية أو عدد من الوسائد أثناء النوم؛ و هو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على منطقة الرقبة و العمود الفقري لدى الشخص و يعرضه للمشكلات الصحية.
يؤكد المختصون بجامعة روتشستر إمكانية حدوث آثار صحية مزمنة بسبب رفع الرأس و الرقبة على نحو غير طبيعي بواسطة الوسادة أو غيرها؛ نسبة لتأثير ذلك على عضلات الرقبة و الظهر، و هو أمر لا يتحسب له الكثيرون.
كثيرا ما يستيقظ الأشخاص و هم يعانون ألما حادا و تصلبا في الرقبة قد يستمر أياما؛ بسبب استخدام الوسادة العالية، و هم كذلك لا ينتبهون إلى أن استمرار استخدام هذا النوع من الوسائد قد يعرضهم مستقبلا لآلام مزمنة.
حذرت دراسات متعددة اشتركت جميعها في دراسة ظروف التنفس أثناء النوم، و كانت أبرزها دراسة نشرتها مجلة “علوم العلاج الطبيعي”، حذرت من أن الوسادة العالية تضيق مجرى التنفس الطبيعي؛ مما يسبب ضيق التنفس أو حتى توقفه أثناء النوم، و أعراض أخرى مثل الشخير.
و يسبب استخدام الوسادة العالية أثناء النوم مشكلات في القناة الهضمية مثل ارتجاع المريئ و الحرقان، و هو ما يشعر به الشخص خاصة بعد النوم عقب تناول الطعام.
و يضيف المختصون حقائق أخرى بشأن النوم على الوسادة العالية، حيث تتأثر الدورة الدموية في الأجزاء العليا من الجسم، و يشعر الشخص نتيجة لذلك بالخدر و الوخز، بل و تتأثر الرقبة على نحو خطير.
و يشكل الصداع العرض الأكثر شيوعا لدى مستخدمي الوسادة العالية؛ حيث يعاني أغلب الأشخاص الصداع الشديد أو الخفيف بسبب الارتفاع غير المناسب للرأس و ضعف تدفق الدم.
حرصنا على استخدام الوسادة الصحية و المناسبة يعني تجنب العديد و الخطير من المشكلات الصحية الآنية، و تلك التي يمكن أن تظهر مستقبلا و تلازمنا بشكل مزمن.