نشر موقع “سيكولوجي توداي”، دراسة أجراها الباحث أندرو ديفيندورف، وهو عالم نفس إكلينيكي وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في سياتل. الدراسة سلطت الضوء على تنوع تجارب الاكتئاب لدى أكثر من 280 مليون شخص حول العالم. على الرغم من أن الاكتئاب يتم تشخيصه من خلال تسعة أعراض رئيسية، إلا أن الدراسة كشفت أن من النادر أن يعاني شخصان من نفس المزيج الدقيق من الأعراض.
في تحليل لأكثر من 3000 مريض، تم اكتشاف أن هناك أكثر من 1030 ملفًا فريدًا للأعراض، مع اعتماد أكثر الملفات شيوعًا بنسبة 1.8٪ فقط من العينة. هذا التنوع في الأعراض يؤكد الطبيعة المعقدة والمتغيرة للاكتئاب، مما يجعل كل تجربة فريدة من نوعها.
أشار ديفيندورف إلى أن الاكتئاب هو تشخيص متجذر في التجارب الذاتية، مما يعني أن الأعراض تختلف من شخص لآخر بناءً على مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم. لا يوجد اختبار موضوعي لتقييم هذه الأعراض، مما يجعل كل تجربة للاكتئاب فريدة من نوعها.
الدراسة أظهرت أن أعراض الاكتئاب تختلف بين الفئات العمرية، حيث تظهر بعض الأعراض بشكل متكرر أكثر في فئات عمرية معينة. على سبيل المثال، تغيرات الشهية والوزن وفقدان الطاقة والأرق، كانت أكثر شيوعًا في اكتئاب المراهقين مقارنة بالبالغين.
الفروق بين الجنسين في تجربة الاكتئاب كانت أيضًا جزءًا من الدراسة، حيث وجدت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجال. في الولايات المتحدة، استوفت 10.3٪ من النساء معايير الاكتئاب في عام 2021، مقارنة بـ 6.2٪ من الرجال. الدراسة أشارت أيضًا إلى أن الرجال والنساء قد يعانون من أعراض مختلفة، مع ميل الرجال لمواجهة صعوبات في تعاطي الكحول والمخدرات وسلوكيات التحكم في المخاطر/ضعف الاندفاع.
البحث المشترك بين الثقافات كشف أن التعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية يمكن أن يختلف باختلاف البلدان والثقافات. على الرغم من أن معايير الاكتئاب قد تكون متحيزة إلى حد ما بسبب تطويرها واختبارها من منظور غربي، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تجربة الاكتئاب في جميع أنحاء العالم.
في النهاية، الدراسة تؤكد أن لا يوجد “تميمة واحدة” تمثل تجربة الجميع مع الاكتئاب. من خلال فهم سبب اختلاف الاكتئاب من شخص لآخر، يمكننا تقديم رعاية ودعم أفضل لكل فرد.