ناشدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيمةفي السودان، السيدة كليمنتين نكويتا – سلامي، اليوم المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العدائية في السودان وحماية المدنيين وضمان الوصول الإنساني دون عوائق.
في بيان صحفي، حذرت السيدة نكويتا سلامي من أن استمرار الصراع الذي اندلع قبل أكثر من 17 شهرًا قد أدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة، مع ملايين الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد والمرض. وأكدت أن أكثر من 150 منظمة إغاثة تعمل في البلاد بحاجة ماسة إلى الوصول غير المقيد لتقديم المساعدات الحيوية.
وأشارت إلى أن الأزمة في السودان ستتصدر المناقشات في مقر الأمم المتحدة يوم الأربعاء، حيث ستدعو الدول الأعضاء بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ووكالة الأمم المتحدة للاجئين إلى تقديم دعم عاجل وجماعي لمعالجة الكارثة الإنسانية والضغط من أجل السلام.
وشددت السيدة نكويتا سلامي على أن “كل ساعة تمر تعني أن النساء والأطفال في أجزاء من الفاشر والخرطوم و الجزيرة وسنار والمناطق الأخرى المتضررة مباشرة من الصراع يموتون على الأرجح من الأعمال العدائية أو سوء التغذية أو المرض”.
وأشار مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنه ومنذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، قُتل ما يقدر بنحو 20,000 شخص وجُرح الآلاف. كما فر أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم، بما في ذلك 8.1 مليون نازح داخليًا و 2.4 مليون لاجئ في دول مجاورة.
في الأيام الأخيرة، نزح ما لا يقل عن 1500 شخص من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بسبب تصاعد الأعمال العدائية. وحثت السيدة نكويتا سلامي الأطراف على وقف الهجمات على المدنيين والمنازل والمرافق الأساسية، مثل المستشفيات، المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأعربت عن قلق خاص بشأن الوضع في الفاشر والمناطق المحيطة بها، حيث أكدت لجنة استعراض المجاعة ظروف المجاعة في مخيم زمزم للمشردين في أغسطس. ومن المرجح أن 13 منطقة أخرى، بما في ذلك مخيمان آخران للنزوح في شمال دارفور، تعاني من ظروف مماثلة وتحتاج إلى مساعدة عاجلة.
كما تفاقمت الحالة الإنسانية بسبب تفشي الكوليرا والأمراض المنقولة بالمياه، والتي أثرت بشكل كبير على الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، ولا سيما الأطفال والنساء. وبلغ عدد حالات الكوليرا المبلغ عنها خلال الشهرين الماضيين 13,300 حالة، بما في ذلك 415 حالة وفاة مرتبطة بها.
وأضاف البيان الصحفي أنه وعلى الرغم من التحديات الأمنية والتمويلية، قدم الشركاء في المجال الإنساني المساعدات لأكثر من 8 ملايين شخص في جميع أنحاء السودان هذا العام. وخلال الأسبوع الماضي، حيث تم توزيع مساعدات غذائية طارئة لنحو 180,000 شخص في مخيم زمزم. كما نقلت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة 135 شاحنة تحمل إمدادات أساسية لإنقاذ الأرواح لنحو 520,000 شخص عبر معبر أدري الحدودي بين تشاد والسودان.
وأكدت السيدة نكويتا سلامي أن “المساعدات من خلال أدري والغذاء للناس في مخيم زمزم، حيث تأكدت المجاعة، هي شهادة على ما يمكن أن تحققه الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني”. ومع ذلك، شددت على أن الوصول غير المقيد والتمويل الإضافي أمر بالغ الأهمية للوصول إلى المزيد من الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة.
وإختتمت بقولها: بعد تسعة أشهر من إطلاق النداء الإنساني السوداني الذي يتطلب 2.7 مليار دولار أمريكي، تم تمويل أقل من 50% منه، مما يقيد جهود الاستجابة التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية على الأرض، بما في ذلك في دارفور والخرطوم وكردفان ومناطق أخرى.