شبكة الراهن الاخبارية

منظمة الهجرة الدولية: الوضع الإنساني في السودان كارثي

شبكة الراهن الإخبارية: متابعات

أعربت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، عن قلقها العميق إزاء التدهور الأمني في السودان والظروف المأساوية التي يواجهها المواطنون السودانيون.

وكانت بوب قد وصلت إلى بورتسودان أمس في زيارة تستغرق أربعة أيام، حيث سلطت الضوء على التقارير المقلقة عن الفظائع الجديدة والظروف الصعبة التي يعيشها السودانيون العاديون. ووصفت الوضع في السودان بأنه “كارثي”، مع انتشار الجوع والمرض والعنف الجنسي على نطاق واسع.

وأشارت بوب إلى أن الصراع الذي لا يحظى بتغطية إعلامية كافية يحتاج إلى المزيد من الاهتمام الدولي، حيث يعاني الملايين ويواجه خطر إشعال عدم الاستقرار الإقليمي. كما ذكرت أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف الوضع بأنه “كارثة إنسانية مهولة”.

وأشارت في كلمة لها نشرتها منظمث الهجرة الدولية أنه ومنذ اندلاع القتال قبل 18 شهراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تفاقمت المعاناة مع تدخل قوى خارجية تزيد من حدة الصراع. حيث أفاد الأمين العام أن ما يقرب من 25 مليون شخص يحتاجون الآن إلى المساعدة، مع تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي في قرى ولاية الجزيرة.

أكدت بوب أن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم، مع وصول عدد النازحين إلى 11 مليون شخص، بزيادة 200 ألف شخص عن سبتمبر/أيلول. كما عبر 3.1 مليون شخص آخرين الحدود هرباً من القتال، مما يعني أن حوالي 30% من سكان السودان قد نزحوا.

وقالت إن أكثر من نصف النازحين من النساء، وأكثر من ربعهم من الأطفال دون سن الخامسة، مما يعرضهم لخطر كبير أثناء التنقل. اضطر العديد من الناس إلى الفرار مراراً وتكراراً، مع فرص قليلة للحصول على المأوى أو سبل العيش أو الضروريات الأساسية.

وأشارت إلى أن حجم النزوح والاحتياجات الإنسانية في تزايد مستمر، حيث يحتاج نصف سكان البلاد إلى المساعدة العاجلة. يكافح واحد من كل اثنين من السودانيين للحصول على الحد الأدنى من الغذاء للبقاء على قيد الحياة، مع ظروف مجاعة مترسخة في شمال دارفور.

زارت بوب منطقة سد أربعات، حيث أدى انهيار مفيض بعد أمطار غزيرة في أغسطس/آب إلى مقتل ما لا يقل عن 148 شخصاً وتدمير المنازل والماشية والبنية التحتية. هذا الدمار جاء في أعقاب صراع مستمر ويزداد سوءاً، مما يؤثر بشكل كبير على توصيل المساعدات الإنسانية.

وتطرقت في كلمتها إلى سلامة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية وقالت بأنها مهددة، مع قيود على الوصول وعقبات بيروقراطية تؤدي إلى خسائر في الأرواح. دعت بوب أطراف الصراع إلى حماية المدنيين وضمان الوصول الآمن والسريع وغير المعوق إلى المساعدات المنقذة للحياة، وفقاً للقانون الإنساني الدولي.

كما ناشدت المجتمع الدولي تقديم المساعدة، مشيرة إلى أن السودان يمثل الأزمة المهملة في العالم اليوم. في مؤتمر باريس في أبريل/نيسان الماضي، قدمت تعهدات سخية، لكن النداء الإنساني لم يتم تمويله إلا بنسبة 52%، وجزء المنظمة الدولية للهجرة من خطة الاستجابة لم يتم تمويله إلا بنسبة 20%.

أكدت بوب أن التمويل الكافي يمكن أن يخفف المعاناة ويساعد في توفير المأوى والصرف الصحي المناسب والغذاء والحماية. لكن التقدم سيظل محدوداً طالما استمرت الحرب.

حذرت بوب من أن بعض المناطق الأكثر احتياجاً معزولة تماماً ولا يمكن الوصول إليها بالمساعدات الإنسانية، والتأثير المحتمل لهذه الأزمة على المدى الطويل كارثي. ستتراجع الصحة والتعليم لعقود، وستدمر سبل العيش بشكل دائم، وسيعيش جيل كامل في ظل الصدمة.

أكدت بوب أن السودان لديه القدرة على الاعتناء بنفسه، لكن شعبه يحتاج إلى السلام الآن. دعت إلى توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية ودعم مجتمع المانحين لهذا الجهد. كما أيدت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنهاء الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وإتاحة الوصول أمام الوكالات الإنسانية.

وشددت بوب على ضرورة ألا نسمح بنسيان السودان، فشعبه يحتاج إلى السلام الآن أكثر من أي وقت مضى.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.