جددت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الخميس تحذيراتها من الآثار المحتملة و التي قد تكون كارثية لانتشار فيروس جدري القردة الذي أعلن عن تفشيه مؤخرا.
و يأتي تحذير المفوضية خشية تأثر مجتمعات النازحين و اللاجئين في الكونغو الديمقراطية و غيرها من الدول الأفريقية التي تأثرت بتفشي الفايروس.
و ربطت المفوضية مواجهة فايروس جدري القردة و وقف تفشيه و حماية مجتمعات اللاجئين بتوفير دعم إضافي و عاجل.
و أشار بيان لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنه تم تشخيص 42 حالة إصابة بجدري القردة بين السكان و اللاجئين في مقاطعة كيفو في الكونغو الديمقراطية، حيث تعد مقاطعة كيفو أكثر المناطق تأثرا بالمرض.
و أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تسجيل حالات مؤكدة و حالات اشتباه بالإصابة بجدري القردة في صفوف لاجئين متواجدين في جمهوريتي رواندا و الكونغو الديمقراطية.
و استند بيان المفوضية لتقرير منظمة الصحة العالمية الذي أشار إلى وجود ما يزيد عن 18 ألف حالة اشتباه بالإصابة بفايروس جدري القردة، مع تأكيد وفاة 615 شخص تأثروا بإصاباتهم في الكونغو الديمقراطية، يضاف ذلك لمصابي المتحور المتجدد للفايروس كلايد 1 بي في دول مجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
و نبهت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن المناطق التي يجري فيها التبليغ عن حالات الاشتباه بالإصابة بالمرض هي مناطق متأثرة بالحروب، و تستضيف غالبية النازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، و الذين يبلغ تعدادهم نحو 7,3 مليون إنسان.
و تضيف المفوضية بأن تفشي الفايروس بهذه المناطق يفاقم من الأوضاع السيئة أصلا بسبب النزوح طويل الأمد الذي يعيشه السكان نتيجة الصراع في الكونغو الديمقراطية، و المصحوب بشتى أنواع انتهاكات حقوق الإنسان، و قلة المساعدات المقدمة من المجتمع الدولي.
و تسبب العنف المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية و المتزامن مع ظواهر طبيعية متطرفة إلى نشوء أكبر مجتمعات النزوح في منطقة كيفو، حيث ينزح المواطنون إلى مكان مزدحم، و يفتقر لمرافق الصرف الصحي و المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي.
و أضاف بيان مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن منطقة النزوح بالكونغو الديمقراطية و التي يعيش فيها النازحون في المدارس و الخيام و الحقول، لا توجد بها إمكانيات الحجر الصحي لعزل من تبدو عليهم أعراض الإصابة بجدري القردة؛ مما يعمل على زيادة وتيرة تفشي المرض.
و أكدت المفوضية أنه و مع تأخر إجراء الفحوصات السريعة للمشتبه بإصابتهم بفايروس جدري القردة يصعب وقف انتشار المرض، كما أن صعوبة الوصول لبعض المناطق بسبب انعدام الأمن يعيق هو الآخر جهود إنقاذ مجتمعات اللاجئين شرق الكونغو الديمقراطية.
و ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها مع شركائها بادرت إلى وضع منصات غسل الأيدي في الساحات العامة داخل معسكرات اللاجئين، كما أنها دعمت قدرات النظام الصحي المحلي تجاه قدرة و نوع الاستجابة، و يشمل ذلك الفحص عند دخول الأشخاص المخيمات التي تأثرت بفايروس جدري القردة.
و أبانت المفوضية أنها أطلقت حملات إعلامية إرشادية تستهدف السكان في الدول التي سجلت بها حالات إصابة بمرض جدري القردة، بهدف إيصال معلومات مفصلة بلغات متعددة للمجتمعات النازحة، مستدركة بأن سرعة انتشار المرض في أفريقيا و تحوره يعني أن عدد الكوادر الصحية العاملة في هذا المجال لا يكفي لمقابلة الأوضاع.
و شددت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على ضرورة الإدماج القسري للاجئين و غيرهم في الإجراءات العامة لمكافحة انتشار مرض جدري القردة.
و أوضحت المفوضية أنها تلقت فقط 37% من جملة 250 مليون دولار أمريكي مطلوبة في العام الجاري للاستجابة لحاجات النازحين قسرا، حاثة المجتمع الدولي إظهار التضامن الواسع لتعزيز الجهود الصحية و إنشاء المحاجر الصحية و المساكن و توفير المياه و الصابون للاجئين المهجرين قسرا من مناطقهم؛ بسبب الصراع الذي يشكل القاسم المشترك في غالب قضايا الكوارث الإنسانية.