منذ أن أدخل المستعمر الإنجليزي الزراعة الآلية في منطقة القضارف بشرق السودان و المزارعون السودانيون يربطون أعمالهم الزراعية بأفضل أنواع الجرارات.
إن لم تكن جرارات “ماسي فيرغسون” الإنجليزية أقدم تلك الجرارات التي يقتنيها المزارعون السودانيون، فإن هذه الماركة من الجرارات ظلت ترفد القطاع الزراعي في السودان بأجيال من الجرارات والتي قد يدهش صانعوها إن رأوها تعمل حتى الوقت الحاضر بجانب أحدث الجرارات في حرث الأرض و إعدادها للزراعة.
لقد تحولت جرارات “ماسي فيرغسون” من كونها آلات زراعية إلى أيقونة ميزت المشاريع الزراعية في السودان شرقه و غربه و جنوبه، ففي “هبيلا” بجنوب و كردفان، و القضارف في شرق السودان، و مناطق الدمازين بالنيل الأزرق، و حتى في مناطق الجزيرة المروية و على مدى عقود طويله ظل جرار “ماسي فيرغسون” إشارة على مقدرة المزارع المالية، و قدرته على زراعة أوسع المشاريع الزراعية، أو الوصول إلى أكثر المناطق وعورة في فصل الخريف، تلك كانت المكانة التي تمتع بها الجرار من ماركة “ماسي فيرغسون” و إن كانت جرارات “فورد” و “جوندير” قد نافسته في فترة ما قبل تسعينات القرن الماضي.
بعيدا عن قدرات جرار ماسي فيرغسون و الذي يسمى شعبيا ب (البابور) فإن و جود هذا النوع من الجرارات في حيازة مزارع ما، كان يثير بنحو مباشر الاحساس بقوة الاقتصاد الزراعي و مقدرة مزراعي السودان على دعم الخزينة العامة بضخ وافر من النقد في نهاية كل موسم زراعي.
في زمان خلا، كانت جرارات “ماسي فيرغسون” المتميزة بلونها الأحمر، عنوانا بارزا للزراعة في السودان، ذلك قبل أن ينهار كل شيء.
المزيد من المشاركات