السودان لم يزر وازرة بوجوده في محيطه الأفريقي الغني بكل خير، لكن من أين لمطلق الرصاصة الأولى في هذه الحرب العلم بأن فعلته ستطال حتى الجهود المبذولة لدحر الملاريا، ذلك الحلم السوداني العزيز؟.
السودان الذي يتحمل العبء الأكبر من الملاريا في قارة قالت منظمة الصحة العالمية بأن 94% من حالات الملاريا سجلت بها، يعاني اليوم حربا على كل سبل الحياة، بما فيها جهود وزارة الصحة التي كادت أن تفلح في القضاء على على هذا المرض اللعين نهائيا.
بمناسبة اليوم العالمي للملاريا اعترفت وزارة الصحة في كلمتها بارتفاع غير معهود في حالات الإصابة، مع انعدام في بعض الأحيان لسبل الاستيثاق من حالات الملاريا في المناطق التي تشتد فيها الحرب.
و كما كان متوقعا فقد أكدت وزارة الصحة الاتحادية في السودان أن الحرب ألقت بظلالها على وفرة الكادر و الدواء مما صعب إيصال الخدمات الوقائية و العلاجية للمواطنين.
كلمة وزارة الصحة السودانية بينت من بين قتامة الصورة بعض أضواء النجاح، فصلتها الكلمة في إصدار برتكول السودان المحدث لتشخيص و علاج الملاريا في يونيو 2023، و تدريب آلاف الكوادر لتقديم الرعاية الصحية وفق إرشادات البرتكول.
أهم ما أنجزته الوزارة في خضم المعيقات المعروفة هو تأمين حاجة الولايات من أدوية الخط الأول لعلاج الملاريا البسيطة و الوخيمة، مع توفير مستلزمات التشخيص.
كلمة وزير الصحة الاتحادي بمناسبة اليوم العالمي للملاريا افصحت عن خطط انطلاق أولى حملات التطعيم ضد الملاريا في السودان في المستقبل، بدعم من التحالف الدولي للقاحات و التحصين.
الوزارة جددت التزامها باستكمال جهود مكافحة الملاريا، و مواصلة تقديم خدمات الوقاية و العلاج رغم الظروف التي تمر بها البلاد.
و أرسل وزير الصحة الاتحادي رسالة مفتوحة للمواطنين بدعم الجهود المبذولة لمكافحة الملاريا عن طريق استخدام الناموسيات المشبعة، و زيارة الطبيب فور الشعور بالحمى.
وزارة الصحة الاتحادية و مؤسساتها أجسام مدنية إنسانية لم تنل حقوقها القانونية الدولية في التقديس الحامي من الاعتداءات، و ها هي وزارة الصحة السودانية ترث بجانب الدمار الكبير و تخريب المشافي و المراكز الصحية تأخرا في برنامج نفذ بمبالغ طائلة، و كاد أن ينتج حالة خلو نهائي للسودان من الملاريا، لو لا هذه الحرب.
المزيد من المشاركات