شبكة الراهن الاخبارية

نموذج جنوب أفريقيا يقدم أملا لشعوب القارة

يترقب المعنيون نتائج الانتخابات البرلمانية التي تجري في جنوب أفريقيا، و التي تكمن أهميتها في صلاحيات البرلمان الواسعة و التي من ضمنها اختيار الرئيس، إلا أن هذه الانتخابات و كيفما كانت نتيجتها تعتبر انتصارا حقيقيا للديمقراطية في القارة الأفريقية، و في دولة تعتبر نموذجا للممارسة الديمقراطية.
و اكتسبت جنوب أفريقيا تلك الصفة بفضل تجربة ناجحة و فريدة في التحول الديمقراطي بعد سنوات طويلة من نظام الفصل العنصري الذي طالما أقعد البلاد بسطوته و تسميمه للحياة العامة.
يرى المراقبون أن هذه الدولة قد خطت بالفعل خطوات واسعة نحو الديمقراطية الليبرالية، بما فيها من تعددية سياسية، تمنح الفرصة كاملة للتداول السلمي للسلطة، و الاحترام الكامل لرأي الأغلبية، مع المساواة السياسية، و سيادة دولة القانون، و جميعها انتصارات حصدتها الدولة التي خطت بعيدا في مجال التطور و الإصلاح بعيدا عن مرارات الماضي و نزاعاته.
تعد جمهورية جنوب أفريقيا بحسب التقارير من الحالات القليلة في أفريقيا التي تتمتع بتصنيف عال وفق مؤشرات قياس الديمقراطية، ذلك بعد أن أبرزت عمليا مقدرة كبيرة في معالجة آثار نظام الفصل العنصري و تحقيق مصالحة وطنية ينعم بها الشعب اليوم وتنطلق بثمارها الدولة للأمام.
التجربة المشرقة للتحول في جنوب أفريقيا تقدم أملا للملايين حول أفريقيا بمثالها الحي على قدرة الإرادة الصادقة في تحويل المرارات و الفشل إلى نجاحات مبهرة و تقدم مستمر نحو التطور و الرفاهية، حيث لم يكن “نيلسون مانديلا” بطلا للسلام في أفريقيا وحدها، فقد كان بطلا و ملهما لكل محبي الحرية و السلام على نطاق العالم، و ها هي بلاده تضيئ بتجربتها عتمة شعوب أخرى ما زالت تعاني.

المزيد من المشاركات
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.