شبكة الراهن الاخبارية

منتجو الغذاء صاروا بحاجة إليه

لا ينصب الاهتمام العالمي على الفاشر فقط لكونها كبرى مدن شمال دارفور، بل لأنها مأوى للآلاف من مواطنيها و أعداد أخرى ممن نزحوا إليها بعد أن أحرقت قراهم و فقدوا ما يملكون.
لطالما كانت الفاشر ملاذا لمواطنين دفعوا ثمنا لا طاقة لهم به و لا جريرة، فلاذوا بها و بحرمها هربا من أتون الحرب.
و تحوز الفاشر الاهتمام كذلك لكونها مركزا مهما تنطلق منه العمليات الإنسانية لمناطق شاسعة من الإقليم، و هو الأمر الذي فقدته الفاشر بعدما أضحت هي الأخرى هدفا لهجوم “الدعم السريع”، و القصف المدفعي و الاشتباكات التي أتت على بنيات مهمة و حيوية كالمستشفيات و المراكز الصحية.
تقول منظمة الإغاثة الإسلامية إن القتال العنيف المستمر في مدينة الفاشر في شمال دارفور و المناطق المحيطة بها يدفع مئات الآلاف في جميع أنحاء دارفور إلى شفا المجاعة.
لقد أفرز القتال في الفاشر مركز الإمداد الرئيس نتائج كبيرة و مؤثرة على حياة الناس هنا، و أبرز تلك النتائج قطع طرق الإمداد و التي كانت تعتبر شرايين للحياة لمناطق أخرى على امتداد الإقليم، و هو ما أدى بدوره إلى ارتفاع الأسعار بمقدار النصف أو يزيد في بعض المناطق.
التجار الذين يأتون بإمدادات الغذاء و الوقود من بورتسودان يقولون إن القتال منعهم عن العمل، و هو ما أدى إلى الندرة و ضاعف الأسعار.
و خلال أسابيع من القتال العنيف و القصف المدفعي و الجوي فر 58000 من منازلهم، بينما فقد 134 مدني حياتهم، مع جرح المئات.
و مع إغلاق المستشفى الرئيس في المدينة و نفاد الإمدادات الطبية تلقت الفاشر 20 طنا من الأدوية عبر الإسقاط الجوي من وزارة الصحة، لكن الحرب لا تشبعها الجهود، و لا يطفئ نارها غير السلام.
بجانب تعطل خدمات المياه و الكهرباء صار القتال عائقا أمام الناس للحصول على الغذاء أو حتى زراعته مع اقتراب موسم الأمطار.
و بالرغم من بقاء العدد الأكبر في الفاشر و معسكرات النزوح حولها إلا أن أعدادا أجبرتهم شدة القتال على التوجه إلى الجبل و إلى منطقة طويلة، و هي مناطق يعدونها أوفر أمنا بشكل نسبي، إلا أن الخروج إلى مأمن يحتاج الوقود و المال، و هما أمران يعيقان الكثيرين، خاصة حينما يكون الخروج في كثير من الأحيان مشروطا بدفع مبالغ مالية.
لا تنفصل الأوضاع في دارفور عن شبيهاتها في ولايات أخرى كالخرطوم و الجزيرة و جنوب كردفان، فإنسان كل منطقة من تلك كانت له و ظيفة قبل الحرب، و منهم من كان ينتج الغذاء لعائلته و لغيره، و الآن تحرق الحرب كل قدرة على البقاء مالم يعود السلام.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.