دقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ناقوس الخطر بعد ورود تقارير مقلقة عن الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي في السودان. وأعربت المنظمة عن قلقها العميق إزاء احتمال تعرض المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف القومي، للنهب والتدمير على يد جماعات مسلحة.
ودعت اليونسكو المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية التراث الثقافي السوداني من الدمار والاتجار غير المشروع. وقالت المنظمة إنها كثفت مراقبة الوضع في السودان منذ اندلاع الأعمال العدائية في أبريل 2023، حيث تراقب عن كثب تأثير الأزمة على التراث الثقافي والمؤسسات الثقافية والفنانين.
وحذرت اليونسكو من أن التهديد للثقافة السودانية قد وصل إلى مستوى غير مسبوق، مع تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة. وأعربت المنظمة عن قلقها بشكل خاص بشأن نهب المتحف القومي السوداني، الذي يحتوي على قطع تاريخية وأثرية هامة، وتماثيل، ومجموعات أثرية ذات قيمة كبيرة.
كما ورد أن مجموعات هامة أخرى، تعكس تاريخ السودان البارز، قد سرقت من متحف بيت الخليفة ومتحف نيالا. وتقوم اليونسكو بالتحقق من هذه التقارير لتحديد حجم الأضرار بدقة.
وجددت اليونسكو نداءها للجمهور وسوق الفن لوقف اقتناء الممتلكات الثقافية القادمة من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقل ملكيتها، حيث يمكن أن يؤدي أي بيع أو نقل غير مشروع لهذه الممتلكات إلى فقدان جزء من الهوية الثقافية السودانية وتقويض قدرة البلاد على التعافي.
وأشارت إلى أنه في إطار جهودها لمنع الاتجار غير المشروع، ستنظم اليونسكو دورة تدريبية في القاهرة بنهاية عام 2024 لأفراد سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية في البلدان المجاورة للسودان. كما تقوم المنظمة بتقييم الأضرار والمخاطر التي تلحق بممتلكات التراث العالمي في “جبل البركل ومواقع المنطقة النوبية” و”المواقع الأثرية في جزيرة مروي” عبر الصور الساتلية.
وأضافت أنها ساهمت في تنفيذ تدابير طارئة في خمسة متاحف للآثار في السودان، حيث تم تغليف المجموعات المعرضة للخطر وتأمينها، وإعداد ملاذات آمنة، وجرد ورقمنة أكثر من 1700 قطعة. وقدمت المنظمة الدعم للفنانين السودانيين من خلال إنشاء مركز في بورتسودان يتيح للمهنيين العاملين في مجال الثقافة ممن نزحوا داخلياً مواصلة أنشطتهم الفنية في مكان آمن، والربط الشبكي، ومناقشة التحديات المشتركة، واكتساب مهارات ومعارف جديدة، والتفاعل مع المجتمع المحلي.