التقارير الأممية حول الوضع الغذائي في السودان لا يمكن النظر إليها باعتبارها تحمل مبالغة أو أجندة أخرى نظرا لخطورة القضية التي تتناولها تلك التقارير.
القتال في السودان أدى حتى الآن إلى نزوح أكثر من ٨،٥ مليون شخص الأمر الذي لا يمكن إغفال أثره على الإنتاج الزراعي في مناطق واسعة من دارفور و الجزيرة حيث أهم المشروعات و أكبرها على الإطلاق.
قد لا يشعر سكان المدن الآمنة ببعض ما يشعر به آخرون، فالبرغم من أن الحرب في السودان لم تترك شخصا أو مكانا قبل أن تضع بصمتها فيه إلا أن المعاناة الأكبر تكون دائما غير مرئية، حيث تشير التقارير إلى أن ٩٠% من الأشخاص الذين يواجهون الجوع الشديد يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها.
تقول (ماري ديفيد) مديرة منظمة (كير) القطرية للسودان: ” إن الحالة في السودان تزداد سوءا، الناس يتضورون جوعا في منازلهم خوفا من الخروج، و تتدهور الحالة مع مرور كل يوم مع استمرار الصراع”.
و تضيف مديرة منظمة (كير) السودان بأن الافتقار إلى الوصول إلى الأسواق أدى إلى عدم وجود الوقود و الإمدادات للمزارعين، و شل الزراعة و تسريع انهيار النظام الغذائي”.
تقول المنظمات التابعة للأمم المتحدة أن المجتمع أحوج ما يكون للسلام، فقد أدى القتال العنيف إلى تعطيل الإنتاج الزراعي في السودان على نحو لم يحدث من قبل، بل و يواجه المزارعون و التجار و المواطنون التخويف و الابتزاز و النهب و القتل، و هو أمر دعا المواطنين في كثير من المناطق إلى تجنب الحركة في نطاقات واسعة، و بالتالي الحد من أي نشاط زراعي أو تجاري.
أكثر الولايات تضررا بالكارثة هي ولاية غرب دارفور، التي حدثت فيها مجازر ضد المدنيين، و تهجير كبير، و تسبب هذان الحدثان في فشل المحاصيل و الزراعة بشكل كامل، ذلك يضاف إلى انخفاض المخزون بنسبة ٨٠% في ولايات كردفان و دارفور على وجه العموم، و الانخفاض على مستوى البلاد بنسبة ٤٦%.
حركة المزراعين المعروفة في دارفور و الجزيرة لم تعد بذات القوة، كل شي في السودان يدعو الضمير العالمي إلى الضغط لوقف الحرب، حيث يحتاج المدنيون الآن لوقف الأعمال العدائية، لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المجتمعات المتأثرة بالأزمة.
المزيد من المشاركات