يحتفل العالم في 18 من أبريل من كل عام باليوم العالمي للآثار و المواقع.
و مغزى الاحتفال هو الانتباه و صيانة التراث العالمي و الآثار و المحافظة عليها.
يحتفل السودان منذ عام 1982 بهذا اليوم الذي اقترحته منظمة المجلس الدولي للآثار و المواقع (ICOMOS)، إلا أن عاما من الحرب فيه عرض المتاحف و الكثير من المواقع الأثرية لمصير مجهول، خاصة المتحف القومي السوداني بالخرطوم و الذي وردت أنباء سابقة عن تعرضه للتخريب المتعمد، ولم يتم بعد استجلاء حجم الكارثة أو ما قد حدث.
أما ما تعرض له متحف “بيت الخليفة” بأم درمان و الذي يؤرخ لحقبة الدولة المهدية من تخريب و سرقة تم الكشف عنهما مؤخرا، فذاك مما يثير الفزع حول مصير الكثير من القطع الأثرية في مواقع أخرى.
وزير الإعلام السوداني جراهام عبد القادر كان قد أعلن أن العام الماضي 2023 عاما للمتاحف، ضمن سياسة تنتهجها الدولة لتطوير و ترقية سياحة الآثار، جاء حديث الوزير ذاك خلال حفل ترقية متحف “بيت الخليفة” والذي يرقد الآن حطاما بعد أن تعرض للتخريب و سرقت أهم محتوياته بفعل الحرب.
يمتلك السودان عددا من المتاحف و المواقع الأثرية يقع أكثرها خارج ولاية الخرطوم التي تعد أكثر الولايات تأثرا بحرب الجيش و الدعم السريع التي اندلعت في 15 أبريل 2023، إلا أن أهم المتاحف تضمها ولاية الخرطوم.
بجانب متحف السودان القومي، يخشى أن تكون يد الخراب قد طالت مواقع مهمة أخرى كمتحف التاريخ الطبيعي الذي يضم نماذج للحياة البرية في السودان، و دار الوثائق القومية، و هي أكثر ما يهم السودانيين لحفظها لتاريخ بلادهم الاجتماعي و السياسي.
سيجلس الخبراء عقب نهاية هذه الحرب لحساب كلفتها و بحث طرق إعادة الإعمار، إلا أن ماحاق بمواقع حفظ التراث لا يمكن تعويضه، كما لا يمكن إعادة عقارب الساعة للوراء، و تلك هي الكلفة الحقيقية للحرب، عزيزة بمقدار امتداد جذور السودان في التاريخ.
المزيد من المشاركات