في تقرير يعكس تداعيات ما تعيشه الإنسانية من كوارث و خراب جاءت الأرقام مرة أخرى مثيرة للشك حول القدرة الفعلية للمؤسسات الدولية نحو تخفيف الصدمات و تجنيب الأمم شرور النزاعات.
مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قالت في تقرير الاتجاهات العالمية الصادر في يونيو إن نحو 120 مليون شخص حول العالم أجبروا على الفرار من مناطقهم، مما يظهر ارتفاعا قياسيا لمستويات النزوح القسري حول العالم.
التقرير لم يغفل تقديم أحدث الإحصاءات الرسمية لأعداد اللاجئين و طالبي اللجوء و النازحين داخليا و عديمي الجنسية، و أولئك الذين عادوا إلى منازلهم.
و تظهر قوة التقرير في أن الأرقام الواردة فيه تستند إلى بيانات قدمتها حكومات و منظمات غير حكومية إضافة لمفوضية اللاجئين.
يبين التقرير أنه في نهاية 2022 تبين اضطرار 108,4 مليون شخص حول العالم إلى النزوح بشكل قسري؛ نتيجة عوامل من صنع الإنسان منها الاضطهاد و الصراع المسلح و العنف و انتهاكات حقوق الإنسان.
تكمن الخطورة في أن هذا الرقم يمثل زيادة 19 مليون إذا ما قورن بالعام الذي سبقه 2021، و هو ما يفوق تعداد سكان دول كما ذكر التقرير.
تظل الصراعات الساخنة هي أم الكوارث التي لا تترك الخيارات أمام الناس، و تجبرهم على الخروج من مناطقهم إلى بؤس اللجوء و النزوح و ذله، و لايمكن بأي حال أن نحسب النزوح و اللجوء خيارا، باعتبار أن ما يلاقيه الكثيرون من إهمال واضح يجعل من خروج الناس من مناطقهم خطوة للحفاظ على الحياة فقط، أما الخطوة التالية فهي أيضا الحفاظ على الحياة فقط.
المزيد من المشاركات