شبكة الراهن الاخبارية

مفوضية اللاجئين تحذر من تردي أوضاع النازحين اليمنيين

حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن ملايين النازحين اليمنيين يواجهون ظروفاً متردية وسط تعمّق الأزمة المطولة التي تعيشها البلاد. ويأتي ذلك بحسب نتائج أحدث تقييم أجرته المنظمة.

يكشف تحديث مراقبة حماية النازحين داخلياً الصادر عن المفوضية هذا الأسبوع عن صورة قاتمة للظروف التي تطال اليمنيين النازحين والمجتمعات المضيفة لهم. وقد جرى جمع البيانات من أكثر من 47,000 أُسرةٍ خلال النصف الأول من العام 2024، وهي تقدم نظرةً على معاناة الأشخاص النازحين داخلياً والعائدين من النزوح، وأفراد المجتمعات المضيفة. ويمكث عدد كبير من هذه الأسر في مواقع رسمية وغير رسمية للنازحين داخلياً، الأمر الذي يعكس استمرار أزمة النزوح القائمة.

وقالت في معرض حديثها “نخشى بأن الوضع يشهد تراجعاً نحو الأسوأ، إذ يبين التقرير بأن 85 بالمائة من هذه العائلات عاجزةٌ عن تلبية احتياجاتها الغذائية اليومية، والكثير منها قد لجأ إلى آليات تكيفٍ قاسيةٍ، مثل تخفيض حجم الوجبات أو تفويت وجباتٍ بأكملها. وتعكس هذه الإحصائيات واقعاً قاسياً تواجه فيه عائلاتٌ بأسرها الجوع بشكلٍ يومي ” .

وأضافت المفوضية في بيانها “ورغم الجهود المبذولة لتحسين الظروف المعيشية، لا تشعر الغالبية العظمى من الأسر النازحة بأن العودة إلى ديارها ستكون آمنةً، نظراً لاستمرار الاضطرابات، وشح فرص كسب الرزق، والمخاطر مثل الألغام، الأمر الذي يوقعها في دوامة النزوح المطول” .

.

ودعت إلى توفير دعمٍ عالمي أكثر انتظاماً واستدامةً للبلدان مثل اليمن، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر البلدان عرضةً لتبعات تغير المناخ في العالم، كما أنها من بين الدول الأقل جهوزية للحد من تأثيرات الظواهر الجوية القاسية والكوارث الناجمة عن تغير المناخ والتكيف معها، بينما تتزايد وتيرة حدوثها.

وأشارت مفوضية اللاجئين إلى تضرر مجتمعاتٌ بأكملها نتيجة الفيضانات الكارثية التي ضربت مديرية مِلحان في محافظة المحويت، نتيجة الأمطار الغزيرة وانهيار ثلاثة سدود. وقالت: “على مدى الشهر الماضي، أودت السيول بحياة 97 شخصاً، وأدت إلى إصابة كثيرين آخرين، وطالت أضرارها أكثر من 56,000 منزلٍ لعائلاتٍ في 20 من محافظات البلاد، ودفعت أكثر من 1,000 عائلة إلى النزوح. وتشمل المناطق الأكثر تضرراً كلاً من الحديدة وحجة والطويلة ومأرب. وتعزل الطرقات المقطوعة المناطق المتضررة وتعيق جهود الإنقاذ” .

وأدت هذه الكارثة – التي تُضاف إلى الأزمة المستمرة في اليمن – إلى تفاقم معاناة الملايين. فقد دمرت المياه البنية الأساسية الحيوية، وجرفت المآوي، وغمرت الأراضي الزراعية. وتشكل الذخائر غير المنفجرة التي أخرجتها الفيضانات من الأرض تهديداتٍ إضافية للمدنيين، والعاملين في المجال الإنساني على حد سواء.

وأضافت المفوضية في بيان لها اليوم “تعمل مفوضية اللاجئين مع الشركاء المحليين لتقديم المساعدة العاجلة. كما نعمل على زيادة المساعدات النقدية – وهي شريان حياةٍ بالغ الأهمية للفئات الأكثر ضعفاً؛ ويشمل ذلك تقديم مساعداتٍ نقدية متعددة الأغراض لتغطية الاحتياجات الأساسية، والاستجابة للأزمات الفورية، والحصول على الوثائق وترميم المآوي المتضررة. كما تعمل المفوضية على تعزيز الحلول طويلة الأجل، بما في ذلك إعادة تأهيل المنازل للعائدين من النازحين داخلياً، وتحسين مرافق المجتمع المضيف، والمبادرات الرامية إلى تعزيز التماسك الاجتماعي” .

رونبهت المفوضية إلى أنالموارد المتاحة غير كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة، إذ لم يتلق نداء المفوضية للتمويل الخاص باليمن – حتى 31 يوليو – سوى 21 بالمائة من قيمة المبلغ المطلوب والتي تعادل 354 مليون دولار أمريكي، مما ترك العديد من مجالات الدعم الضرورية – كالحماية والإيواء – في حالةٍ من نقص التمويل الحاد.

ونشادت المفوضية المجتمع الدولي لتعزيز دعمه وتضامنه مع اليمنيين. ولا يمكن للعالم أن يغفل أزمة اليمن بعد الآن، لا بد من تقديم الدعم المنسق والمستدام الآن، فأرواح الملايين على المحك.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.