يأتي شهر رمضان المعظم هذا العام و السودانيون في مهاجرهم المختلفة و دول اللجوء في غمرة ذكريات تخالطها أمان عريضة بالعودة للديار و الأهل و البيوت.
تقول “هبه” و هي إعلامية سودانية مقيمة بالقاهرة :” بدأنا نستوعب ما حل بالسودان من كارثة، لكننا لن نستطيع التعايش أبدا مع فكرة أننا افتقدنا بيوتنا، و أجواء رمضان تلك، كارثة الحرب تقاس كثيرا بالأضرار المادية، و هي بالفعل أضرار مؤثرة و كبيرة، إلا أن الضرر النفسي الذي نتج عن هذه المحنة لا يمكن قياسه بأية حال من الأحوال، كما لا يمكن التعاطي معه بالجبر”.
أما بكري المقيم حاليا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فهو الآخر يؤكد أن رمضان بين الأهل في السودان يمنح شعورا لا يمكن تجاوزه، و أن تلك الأجواء لا يمكن تناسيها و الاستعاضة عنها، أو التسامح مع تركها لتمضي بعيدا في خضم الذكريات، يقول “بكري”: ” لا يمكنني وصف شعوري و أنا أستقبل رمضان دون أن ألتقي الجيران لتناول الإفطار أمام المنزل ب “عووضة”، أو قضاء تلك الأوقات بالنادي، هذا الكابوس يجب أن ينجلي ويجب أن نعود، هذه الحرب علمتنا أن المشاهد و العبق و حتى المعاناة اليومية أشياء تلازم الإنسان و تقلق منامه”.
تمنى “الهادي”، والذي اختار السفر للعاصمة الي اليوغندية “كمبالا” أن يعود السلام للسودان بأسرع ما يكون، قائلا بأنه مر بتجارب كثيرة في الحياة، إلا أنه لم يتخيل يوما أن يمر بتجربة مفارقة وطنه و بهذه الصورة المأساوية، و أضاف “الهادي” ” يأتي رمضان و في الحلق غصة، لكن الأمل في الله كبير بأن يعود السودان أفضل مما كان”.
يقول “الهادي” : “بالرغم من أنني اصطحبت أسرتي معي في هذه الرحلة الطويلة، و أن وجودها بجانبي يخفف عني الأحزان، إلا أنني سأفتقد أمي و أخواتي، لقد تفرقت بنا السبل، كل في مكان”.
يعيش السودانيون منذ اندلاع الحرب في بلادهم في أبريل من العام المنصرم أوضاعا إنسانية معقدة، و يؤكد سودانيو الخارج في مناسبات مختلفة على أنهم ليسوا بحال أفضل عن أهلهم بالخارج، مع اختلاف أوجه المعاناة.
البوست القادم
قد يعجبك ايضا