تقرير: محمد عباس الباشا.
الجولة الواسعة التي قام بها و الي الخرطوم و وزير الصحة لعدد من المستشفيات و المراكز الصحية بعد جلاء ” الدعم السريع” عنها، أكدت أن كل تصور سابق لحجم الدمار الذي طال القطاع الصحي في السودان هو تصور متفائل، فالواقع الذي وقف عليه المسؤولان الحكوميان، و رآه المتابعون و المراقبون و المواطنون من خلال عدسات المصورين الصحفيين، يؤكد بأن المواطن السوداني استهدف بشكل لا مجال لانكاره.
فواقع الصحة المتردي قبل الحرب يصبح الآن رفاهية في نظر الرائي لحجم ماحاق بالمستشفيات و المراكز الصحية و العلاجية من تدمير.
في مستشفى أم درمان الذي يخدم قطاعا ضخما من المواطنين لم يتبق للدولة – التي ليست ملكا لأحد غير الشعب – لم يتبق غير الحوائط، و بعضا من رتاج نافذة و باب.
أما مستشفى (الدايات)، و هو مستشفى الولادة المتخصص الأكبر في أم درمان فقد أورثته الحرب الخراب، فما عادت أجهزته العلاجية و التشخيصية موجودة، و لا عادت مرافقه بحال يؤهلها لإعادة الاستخدام، و لا عاد المكان كما كان قبل هذه المحنة.
مستشفى الأمل و المستشفى السعودي للولادة كانا أفضل حالا عن غيرهما، لقد أبليا بلاء حسنا على مدار أيام عام من هذه الحرب في تقديم خدمات كانت عزيزة و مهمة و يعتبر وجودها أمرا حاسما في حياة المرضى و السيدات على وجه التحديد.
وزير الصحة أطلق نداء لكل السودانيين، والدول الصديقة و الشقيقة و المنظمات لإعادة إعمار المستشفيات، لكن النماذج التي رأها الصحافيون الذين رافقوا المسؤولين في جولتهما، تفوق كلفة إعمارها يسير الإمكانات المتوفرة، فواقع المرافق الصحية التي خربتها الحرب، و التي لم يجر حصر خسائرها حتى الآن هو تحد من تحديات كبيرة نتمنى أن لا يعيي شقها جهد الراتقين.