شبكة الراهن الاخبارية

الجيش و الحركة الشعبية، الحاجة أم الاتفاق

لاقى الاتفاق على الإيصال الفوري للمساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة الجيش و الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو و الذي أعلن عنه السبت بجوبا، لاقى ارتياحا واسعا من قبل مواطني تلك المناطق و عامة السودانيين و المنظمات العاملة في الحقل الإنساني.
واقع الحال في جنوب كردفان ليس استثناءا عن مناطق أخرى في السودان تتأثر بحرب شرسة منذ 15 أبريل 2023، إلا أن مناطق مختلفة من جنوب كردفان وقع مواطنوها بين رحى صراع ثلاثي الأطراف قضى على هامش الأمن الذي كان موجودا بالفعل قبل الحرب الأخيرة؛ إذ تعيش المنطقة حالة مزمنة من الحرب بين الجيش السوداني و الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، و التي رفضت الانضمام لاتفاق سلام أنهى النزاع بين الحكومة المركزية و أطراف مسلحة أخرى قبل سنوات.
حجم الترحيب بهذه الخطوة و التي تم الإعلان عنها من جانب القوات المسلحة السودانية و الحركة الشعبية بقيادة الحلو شمل أطرافا داخلية و دولية منها حكومة جنوب السودان، و “قوى الحرية و التغيير” و هي تحالف مدني معارض، و والي ولاية جنوب كردفان، و عد مراقبون الاتفاق اختراقا عميقا في فقه الاستجابة للحاجات الإنسانية على حساب الخلافات الأخرى، و هو أمر محمود يبث التفاؤل في المواطنين النازح منهم و المكتوي صامتا بأذى الحرب.
تقول الأمم المتحدة عبر منظماتها إن 25 مليون شخص يحتاجون المساعدات الإنسانية في السودان على نحو عاجل، فيما تتعالى الأصوات بضرورة وقف الأعمال العسكرية في الفاشر و ما حولها، إلا أن الاتفاق الأخير بين القوات المسلحة السودانية و الحركة الشعبية و السلاسة التي تم بها، فتح أبواب الأمل لكل المواطنين السودانيين و الذين يعانون بلا استثناء من ويلات الحرب ، فالاستجابة لرغبة السودانيين في وصول المساعدات تمثل نقطة اتفاق أساسية، يمكن أن يتم البناء عليها وصولا لاتفاق ينهي كامل المعاناة.
في الشهر الماضي تحدث وزير المالية و التخطيط الاقتصادي من بورتسودان، بأن كل المشكلة تكمن في الطرق إلى جنوب كردفان، و اليوم وضع هذا الاتفاق بين الجيش و الحركة الشعبية شمال الكرة في ملعبه و ملعب منظمات الأمم المتحدة، فالمناطق المختلفة بجنوب كردفان حواضرها و بواديها بحاجة للتدخل الإنساني العاجل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.