القضارف/ هدى كمال.
عالم المرأة الخاص سخي بالجمال، مليئ بلوازمه، و هي في سبيل وصولها صفة كمال الجمال، و بهاء الإطلالة تعمل كل ما في وسعها.
“أم منة أرتست” اسم ساطع في سماء التجميل، و صاحبته من أبرز من لهن البصمة التي لا تخطئها العين في مناسبات الأفراح بالقضارف على وجه التحديد.
تقول “أم منة” و هي حنان النيل بابكر بأنها بدأت احتراف التجميل قبل نحو ثلاث سنوات، بعد أن كانت تمارسه كهواية منذ صغرها، و وجدت الحافز في افتتاح مركز للتجميل يقدم الخدمة ل “العروسات”، و الخدمات الإضافية التي تحتاجها كل سيدة و آنسة.
بدت “أم منة” سعيدة و هي تستعرض “الزفافات”و “فساتين الحناء” و ” الجدل ” و “ثياب الجرتق” و كل ما يلزم العادات السودانية، تقول “أم منة” إنها تنحاز للعادات السودانية على المستوى الشخصي، و تحرص على اكتمال صورتها و روحها.
في الخامس عشر من أبريل 2023 اندلعت الحرب في السودان مسببة دمارا شديدا للبنيات، و الحياة المدنية، بما في ذلك استقرار الأسر السودانية، سألنا “أم منة” عن أثر الحرب على مزاج المرأة السودانية، فأكدت حدوث الأثر لكنها نفت عمقه، تقول: إن أحداث الحرب و تغيير البيئة بسبب النزوح غير كثيرا في حياة الناس و أمزجتهم.
نفت “أم منة” التي كان هاتفها يرن بإلحاح في تلك اللحظات أن تكون الحرب قد أثرت بشكل مباشر على عملهن كخبيرات تجميل بالرغم من تسبب الحرب في ارتفاع أسعار الخامات و المستحضرات التي يستخدمنها، و هو أمر تقول “أم منة” إنها استطاعت التعامل معه.
تضيف حنان النيل الخبيرة في مجال التجميل، و صاحبة الاسم “أم منة أرتست” بأنه في السابق كانت العروس تستفيد من خدمات “التلبيس” في حدود 70 ألف أو 80 ألف جنيه، إلا أن أسعار الخدمة تغيرت الآن إلى 200 ألف و 250 ألف جنيه، مرجعة ذلك إلى ارتفاع أسعار الماركة من 25 دولار إلى 150 دولار، و مع ذلك فإن خدمة السيدات الجيدة في المركز تجعله يحافظ على سمعته عند عميلاته.
تؤكد “أم منة” بأن مركزها لا يقدم الخدمات للعروسات فقط، إذ أنها تستقبل مع طاقمها عددا مقدرا من السيدات و الآنسات اللائي يفدن لتلقي خدمات مختلفة، و هن أكثر زيارة للمركز من العروسات، باعتبار أن مناسبات الزواج بالقضارف ترتبط في الغالب الأعم بموسم معين.
عن المنافسة بين المراكز و خبيرات التجميل بالقضارف أفصحت الخبيرة “أم منة” عن علاقة قوية تجمعها برصيفاتها تمتد للأخوة و الصداقة و المحبة، مستدركة بأن هذه العلاقات المتينة لا تنفي اجتهاد كل واحدة منهن في سبيل التفوق و التقدم، معتبرة أن التنافس ما بين خبيرات التجميل بالقضارف تنافس شريف بمعنى الكلمة.
الجلوس على القمة أمر ليس بالسهل، أما المكوث عليها فهو الأمر الأصعب، تقول “أم منة” إن السر يكمن في إرضاء الزبون، و التعامل الجيد، حيث تكتمل سعادتها بخروج العروس من المركز و هي في أتم السعادة بما نالته من خدمة و اهتمام، و تكون السعادة أكبر عندما تشاهد صورتها في الفيسبوك، و تعليقات صديقاتها على جمال هيئتها، تضيف “أم منة” بأن ردود الأفعال تلك تمثل مؤشرات جيدة لقياس النجاح و جودة الخدمة.
تذكر خبيرة التجميل “أم منة” أن السمعة الممتازة للمركز يتم الحفاظ عليها بجودة التعامل مع الزبون، حيث يمثل ذلك أولوية كبيرة بالنسبة لها، ذلك مع جودة الخدمة المقدمة.
“أم منة” التي أظهرت إيمانا كبيرا بمفهوم الجودة الشاملة أكدت أن مركزها لا يستخدم إلا مستحضرات من ماركات معينة، لها سمعتها العالمية من حيث الجودة و الموثوقية، و أردفت حديثها بأنها على معرفة تامة بالصحيح من المستحضرات و المزيف منها ، محذرة السيدات من استخدام المنتجات المقلدة، و التي تسبب في أقل الحالات حساسية البشرة، و تقدم “أم منة” روشتة لمعرفة المقلد من مستحضرات التجميل، حيث تقول إن السعر يفضح المنتج، كما أن المنتج الأصلي يتميز بالنعومة و الثبات، على عكس المستحضرات المقلدة و التي يمكن تمييزها بأنها “زيتية”، موضحة بأن مركزها لديه قوائم مختارة من المنتجات التي يتعامل معها لضمان أقصى درجات الجودة و السلامة.
تظل أذواق النساء السودانيات كنوزا من الجمال، كما تظل أناملهن صانعة لكل إبداع فريد أخاذ، ف “أم منة أرتست” نموذج من بيوتات تجميل كثيرة لها سمعتها الراسخة.