شبكة الراهن الاخبارية

عن مصطفى سند و جيله من العظماء

خطاك و الليل يسوق الليل
بشاير فرحة للأحباب..
متين بديارنا تتحاوم
متين و تشرف الأبواب..
نداري اللهفة ما نقدر
تخونك و حاتك الأعصاب..
و نقول يا الله يغشانا
و يجينا نقابلو بالترحاب..

ذلك بعض من لوحة من لوحات الشاعر السوداني الكبير مصطفى سند، صورت علاقة السودانيين الوجدانية بساعي البريد، في زمان كان البريد هو أهم وسائل نقل المشاعر و الأخبار و الصور بين الناس.
لمصطفى سند باع طويل في الغوص في تفاصيل الحياة السودانية التي عاشها و مازجت خلاياه، لذا تجد تصاويره الشعرية مكانها من قلب كل سوداني عاش سنوات ماقبل الكارثة.
لم يكن الشاعر السوداني مصطفى سند محلي الذائقة و إن كان ذاك ليس من العيوب، لكنه كان من شعراء العربية الباسقة علما يشار له برائد القصيدة المعاصرة، و من المنتمين لشعراء مدرسة الغابة و الصحراء.
ولد الهرم الأدبي السوداني مصطفى سند في أول يناير 1939 في أم درمان، و توفي في 23 مايو 2008.
حصل مصطفى سند هلى بكلوريوس التجارة، شعبة العلوم البريدية، كما درس الحقوق، و عمل في وزارتي المواصلات و الخارجية، و عمل مديرا لتحرير صحيفة “الخليج اليوم” بقطر.
تملك الشاعر مصطفى سند قاموسا لغويا متميزا عبر عن تصورات الشاعر، و أخرجها بوضوح بين، بالرغم من عمق ما كتب.
قدم مصطفى سند لعشاق اللغة العربية و محبي الشعر ستة دواوين أولها “البحر القديم” في عام 1971، و دواوين أخرى منها “بيتنا في البحر” و “ملامح من الوجه القديم” في 1978، ” عودة البطريق البحري” 1988، و نال تقديرا لما قدم جائزة الدولة التشجيعية، و وسام العلوم و الفنون و الآداب في 1983، وجائزة مهرجان المربد بالعراق لعدة دورات و جوائز أخرى.
كتب الشاعر مصطفى سند الأغنية الفصيحة كما كتب العامية و في كليهما أجاد و أبدع، و من فصيح ما كتب أغنية “شارع الصبر”، و هي من الأغنيات الكبيرة معنى و لحنا، و التي قدمها الفنان و الملحن صلاح مصطفى.
و كمثال على العامي مما كتبه مصطفى سند من أغنيات، أغنية “غالي الحروف” و “بريد الشوق” لصلاح مصطفى، و “عشان خاطرنا”، و هي من الجواهر التي قدمها الفنان الأستاذ محمد ميرغني.
بضع كلمات في حق مثل هذا الرمز لا تعني إضافة لسيرته، لكنها إضاءة تجاه مسيرة أمتنا التي نما فيها في زمان خلا نبت صالح و جميل، وازى و عاصر حياة اجتماعية كان يمكنها أن تتفوق في كل مضمار.
نذكر ذاك و نحن في خضم من الأحزان و الفشل علنا نقتبس من ذكرى العظماء نورا يمنحنا الأمل في أن نرى الطريق من جديد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.