تقرير: نزار عبدالله بشير
يعاني اللاجئون السودانيون في غرب إثيوبيا من ظروفٍ إنسانية بالغة التعقيد؛ إذ خرجوا من معسكرهم منذ أول مايو بعد أحداثٍ مؤسفة، ولكنهم لم يستطيعوا التوغل داخل إثيوبيا إلى مناطق آمنة ولم يسمح لهم بالعودة إلى معسكر النزوح ليجبروا على الدخول والعيش في غابات أولالا بحسب رواياتهم.
معاناة مركبة:
في إفادة خاصة حصلت عليها شبكة الراهن قالت سيدة سودانية تحمل رضيعتها بين يديها بأن أمنيتها الوحيدة هي أن تغادر المكان الذي حوصرت فيه الآن داخل الغابة، حيث لا غذاء لها و لا لطفلتها التي وضعتها داخل الغابة في ظل غياب الرعاية الصحية.
قالت و هي تداخل الحديث بين نوبات البكاء:
” إن ابنتها لم تغذ منذ يومين، وهي لا تمتلك شئ لتقدمه لها، ولا حتى الملابس التي تسترها بها، وأن الطفل تعاني من نزيف وترجو مقابلة الطبيب بها، وأضافت بأنهم يفترشون الأرض التي تمتلئ بالحشرات.. ”
وشكت تلك السيدة من غياب المنظمات التي يمكن أن تقدم العون الإنساني، وصعوبة الخروج من هذا النفق الذي هم فيه الآن، و وجهت الدعوة لكل من يستطيع إجلاءهم الآن.
أين المنظمات.. ؟
و تشير منظمات الأمم المتحدة إلى أن الحرب الحالية قد أجبرت أكثر من (8.8 مليون ) شخص على الفرار من مساكنهم منذ منتصف أبريل 2023.
لا يزال الحصول على الغذاء يمثل الحاجة ذات الأولوية للنازحين، تليها خدمات الرعاية الصحية والمياه والمرافق الصحية، لا سيما في أنحاء منطقتي دارفور و كردفان.
يقول محمد البالغ من العمر 15 عاماً إنهم يفتقدون أساسيات الحياة من غذاءٍ و مأوى و علاج، و يشتكون من تزايد البعوض و الذباب، و حذر من تزايد الوفيات بسبب تلوث المياه والملاريا، و قال محمد إنهم فقدوا العام الماضي عشرين طفلاً جراء الإصابة بداء الكوليرا.
بصوته المتهدج محمد تساءل محمد أين التعليم، و يقول بأنه مر عامٌ كامل على تواجده بالغابة كلاجئ دون أن يدرس حرفاً و لا يجدون حتى حقوقهم الإنسانية، ويقول بصوتٍ عال:
أين المنظمات، ألسنا بشرا.. ؟
غياب الحياة.. !!
يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشوون الإنسانية إنه منذ مارس و أبريل لم يتلق ما يقرب من 860 ألف شخص مساعدات إنسانية في كردفان ودارفور والخرطوم بسبب أعمال العنف الدائرة، بالإضافة إلى العقبات البيروقراطية والإدارية.
يقول محمد إبراهيم بأنهم اضطروا للجوء إلى إقليم الأمهرا بسبب الأوضاع الأمنية في معسكر لجوءهم الأول، ولكنهم يعانون الآن من انعدام كل شئ، حيث يسكنون (الخِيّم) البلاستيكية و يقطن الواحدة منها أكثر من عشرة أشخاص بينهم أطفال و كبار سن، هذا يضاف إلى غياب الغذاء والأدوية في أثناء فصل الخريف في هذه الأيام حيث تهطل الأمطار بغزارة في إثيوبيا مما يضاعف من معاناتهم و يزيد خطر الإصابة بالأمراض المختلفة.
و يدعوا محمد المنظمات الإنسانية المختلفة و منظمات المجتمع المدني و الحكومة إلى توفيق أوضاعهم، وأشار بأنهم يقبلون كل الحلول حتى ولو كانت العودة للسودان المهم أن تُدرَك معاناتهم.
و كان السودان قد شهداً حرباً سرعان ما انتقلت من ولاية الخرطوم في العام 2023 إلى أجزاء واسعة من أقاليم السودان المختلفة، راح ضحيتها أكثر من 14 ألف شخص.