شبكة الراهن الاخبارية

حوار جمع بين ألم بلدين على مر السنين السودان و فلسطين

حوار/ملاذ عوض.

محارب صحراء الحياة وشاعر السودان وفلسطين صاحب كتاب متشاكسان الذي لقى صرح ورواج كبير بين الشباب العربي
ابراهيم حافظ
ببساطة سمرة اللون وجمال اللهجة العربية عرفنا عليك؟
اسمي إبراهيم حافظ اجمع بين عرقين عظيمين
ينحدر اولهما من فلسطين بغزة من عائلة ضبان
والعرق الثاني السودان من قبيلة الهواوير عائلة ضو البيت والتي يمتد اتساعها لعدد من المناطق المتباينة في السودان
لي على هذه المستديرة 24 عاما من التعلم والتعثر والاكتشاف والمثابرة

  • من أين بدأت عندك حياة العلم والمعرفة؟
    بدأت رحلتي المدرسية وانا تحتضنني مدارس المجلس الإفريقي
    التي أنشأتني نشأً محباً للقراءة والأدب والأنشطة الثقافية والتفاعلية
    إلى أن ان دخلت المرحلة الثانوية والتي كانت غير مستقرة على عكس المرحلة التأسيسة
    فقد شهدت كثيرا من التنقل خلال الثانويات المختلفة ابتداءاً بثانوية القبس وانتهاءاً بثانوية منابر الخير
    بدأت 2017 بالمرحلة الجامعية التي كانت نقلة كبيرة لي.
  • التخصص الجامعي رغبة والأدب حلم حدثنا عنهم..
    دخلت الجامعة قاصداً تخصص تقنية المعلومات أجر معي شغفي المطلق بالتقنية والبرمجة التي أعمت بصيرتي وأعلنت السيطرة على عقلي
    لم يكن للأدب أي ظهور قوي سوا تجليات طفيفة تسطع حيناً وتخفت حيناً
    إلى أن قامت ثورة ديسمبر المجيدة التي بدورها أسدلت الستار عن حب عميق خفي للأدب والكلام المقفى والشعارات الرنانة
    كنت أخرج من القاعة تقودوني مرغما نغمة موسيقية شعرية غنائية تخرج من أفواه الثائرين الذين تجمهروا في منتصف الحرم الجامعي
  • متى كانت بدايتك في الأدب..
    بدأت الرحلة الأدبية لدي بكتابة أول هتاف رثائي لزميلي الشهيد الراحل محجوب التاج محجوب وتبعه عدد من الكتابات النثرية والشعرية الغنائية

ايضاً مما اشعل في داخلي فتيل الشعر هو حضوري ل حفل تدشين الأمسية الاحتفائية الخاصة بديوان لم يعد أزرقا للشاعر محمد عبدالباري.

  • من هم المتشاكسان اللذان احدثا لغط ورواج بين الشباب

اشعلت فيا المواقف السوداء سؤالاً قادني لمتاهات الهوية وعلوم الاجتماع
فبسبب تلك المواقف كتبت متشاكسان بغرض لفت الإنتباه والوصف .. وصف لما يمر به كل من يحمل المتشاكسان في داخله ولفت انتباه للمجتمع لمراعاة اختلافهم ومعاناتهم الذين هم سبب بتكوينها …

  • هل ترى أن هناك من هو أحق بقراء هذا الكتاب من القراء عامة..
    أهديت هذا الكتاب لكل من هو عالق بين هويتين ولمن اجتمعت فيهم سمة الوعاء في احتواء مزيج من الثقافات السبب الذي دعاني لكتابة هذا الكتاب هو أني وجدت نفسي كشخصين أحدهما يتغذى على ثقافتي الأصل والآخر يتغذى على إنتمائي البيئي الذي أحيط به.

على أمل كبير لأقترح حلاً وعلاجاً موضوعياً لحالة المتشاكسان لكي أخرج من رينهما بشخصية توافقية ألونها بجميل الملامح المأخوذة من الثقافتين بداخلي …

  • كيف ومن أين جاءت فكرة نشر الكتاب ..
    فيما يخص النسخة الأولى من الكتاب كانت بتشجيع من الأخت الكاتبة والصديقة ملاذ عوض حيث عملنا على أخرج النسخة الأولى المبدئية للفكرة بكل الخطوات اللازمة حتى يخرج العمل إلى الناس بهذه الفكرة الجديدة التي لم يتطرق إليها أحد من الكُتّاب إلا نادرًا، بدأت النسخة الأولى كنسخة تجريبية وصغيرة للكتاب بحيث انه تظهر للعالم. إلى أن جاء الأمر وتتطور لسنتين من الدراسات والاستبيانات والقراءات استطعنا أن نخرج بالشكل النهائي للكتاب في نهاية العام ٢٠٢٣م، وطبع الكتاب بشكل رسمي في العام ٢٠٢٤م وهو الآن يوزع في مصر والسودان وعدد من الدول العربية يناقش الكتاب عدة أفصل منها بداية من هما المتشاكسان من ثم انتقل المتشاكس مع نفسه ووضحنا الحروب والصعاب التي تواجه الشخص المتساكش مع نفسه فقط ومع الشخصان اللذان في داخله، أما الفصل الثاني تناولت المتشاكس مع مجتمعه واقترحنا عدد من المشاكل التي سببها المجتمع. والفصل الرابع تحدثنا عن الصلح الذي قد ينشأ لهاتين الشخصيتين المتشاكستين مع نفسيهما أولا ومع المجتمع ثانيا.
    وفي الفصل الخامس تحدثنا عن عظماء متشاكسون هذا الفصل هو الخلاصة التأكيدية بأن المتشاكسان في حال تم التوافق السلمي والصلح بينهما وبين مجتمعيهما سينتج لنا شخصيات فريدة ذات أثر في العالم العربي والغربي أيضا فلذلك قمنا بوضع أمثلة من العالم كُتّاب ومشاهير وكذلك من العالم العربي كُتّتب ومشاهير ومؤثرين أما بالنسبة للختام فكانت الخاتمة عدد من التجارب والاستدلالات للذين في أرض الواقع ومعاصرين يعايشون هذه الحالة، وقد تم التطرق إلى تجربتهم، بالنهاية تجربتي الشخصية، آملين بذلك أن نكون وصفنا ووضعنا بصمة جديدة في الأدب العربي وهذا الكتاب كان جامع لعدد من العلوم منها النفسية والاجتماعية والفلسفية نأمل بذلك أن نكون إضافة للوسط الأدبي والشعري.
  • حدثنا عن بدايات إبراهيم حافظ في الشعر وتناوله للقضايا السودانية والفلسطينيه ..
    أنطلقت في الشعر بسبب الثورة السودانية جذبتني الهتافات والشعارات التي كنت اسمعها في الشارع بالرغم من اني لا أملك أي إنتماء سياسي وإنما كنت اُطرب وأرى فيها رسالة واضحة تدخل إلى القلب حينما توجه هذه الرسالة كنت أرى الدموع في عيون المتلقين وكنت أرى اباستماع بإنصات لكل أطياف المجتمع أدركت تماما أن الكلمة لها تأثير كبير جدا وكيف أن الناس كانت تخرج وتتجمهر حول الشخص الذي يهتف هذا كان السبب الرئيسي الذي أدى الى إبراهيم في هذا المجال الكبير الواسع؛ والسبب الثاني كان وفاة الصديق والزميل الشهيد بإذن الله تعالى محجوب التاج حيث كانت أول قصيدة له هاتفية شعرية ومن ثم توصلت القصائد، وكما ذكرت أني إلتقيت بالشاعر السوداني الكبير الذي يُعد من أفضل عشرة شعراء في الوطن العربي والافريقي الشاعر محمد عبدالباري كان له أثر كبير في فتح الباب أمام إبراهيم حافظ في الشعر.
  • كيف شاركت في الجمعية الدولية للشعراء العرب في إسطنبول و(مهرجان الشعر العربي للمرة الثانية على التوالي)..
    شاءت الأقدار والظروف أن ينتقل إبراهيم حافظ إلى تركيا للعيش فيها والاستقرار فيها ومن هناك تعرف على شعراء المهجر الذي هجروا من بلادهم واصبحوا يتغنون بالبلاد والأوطان وبالمعاناة خصوصا في بلاد لا تتحدث باللغة العربية وعلى هذه الفئة الجمعية الدولية العربية للشعراء

تعرف من خلال الصدفة على رئيس الجمعية الدولية للشعراء العرب الأستاذ مصطفى مطر الشاعر الفلسطيني القدير الذي حصل على العديد من الجوائز والذي كان هو أيضا مدخل وسبب ومشجعا لأعمال مسيرتي الشعرية والادبية كونه رأى عدد من التمييز والكلمات الجديدة والأفكار التي تصدر من إبراهيم حافظ

*متى بدأت المشاركة في الجمعية الدولية للشعراء العرب..
لقد كانت مشاركتي الأدبية الأولى في ٢٠٢٣م ضمن مهرجان الشعر العربي في دورته الخامسة بإسطنبول من ضمن فقرة أقلام واعدة حيث شاركت عدد من الشعراء من مختلف الدول وكان لي أول ظهور شعري بقصيدة (محارب في صحراء الحياة)، من ثم توصلت المهرجانات خلال السنة الماضية ٢٠٢٣ إلى الآن ٢٠٢٤م لما يقارب الخمس مهرجانات وأمسيات مختلفة شاركت فيها بعدد من القصائد كلها تدور حول السودان وفلسطين؛ أشهر قصيدة لي تتحدث عن السودان وهي قصيدة(حزنًا سوداني اللحن) والتي ذكرت فيها معاناة السودان بصورة تاريخية وبصورة المأساة التي عاشها الشعب على مر العصور.
ختمت هذه القصيدة ببعض من الأمل والتفاؤل بأن هذه البلاد ستعود كما كانت.
من ضمن الأشياء التي ميزت شعري المزج ما بين الألم المتواجد في داخلي الألم السوداني والألم الفلسيطيني في عدد من القصائد اشهرها قصيدة (نداء الجريحين) التي كان مطلعها:
“من السودان غزة لي تُنادي
فبي جرحا تضاعف في فؤادي”
وعدد من القصائد والأبيات الأخرى التي أقول أيضا في بدايتها:
“فلسطين التي مزجت بها
في فائي مطلعها من السوداني”
وعدد من القصائد الأخرى كقصيدة (سيرة ذاتية لمتشاكسين) ضمنت داخل كتاب متشاكسان كفصل أخير في الكتاب..
” في القلب فيَّ اثنان مجروحانٍ
يجدان بعضهما ويتفقانٍ
هذي فلسطين الحياة كرامةً
برصاص غدراً امطِرت بدخانِ
سودان لي في القلب نيلُ شامخًا
أبدًا يجود بعِزةٍ وحنانِ
اخذت سُمرة أرضها لملامحي
في غزة الزيتون كان مكاني
فليكتب السودان بي شوقاً
إلى (عَكا) ستبقى أجمل البلدان”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.