بعد مرور 500 يوم على اشتعال الحرب في السودان و تحويله إلى أكبر منطقة نزوح في العالم تنظر المنظمات المعنية بالعون الإنساني إلى الأزمة باعتبارها أزمة من صنع الإنسان قابلة للحل.
لقد امتدت الحرب من الخرطوم لتشمل ولايات عديدة يعتمد سكانها على مواردهم من الزراعة و تربية المواشي، و قد كان لتشريدهم من منازلهم و نهب ممتلكاتهم و وسائل الإنتاج لديهم أثرا لا يقتصر عليهم فقط؛ إنما يمتد إلى آخرين يعتمدون على منتجي الحبوب في الغذاء، فضلا عن تحول مجتمعات ذات موارد محدودة إلى مجتمعات مضيفة لأعداد كبيرة من النازحين.
تداعيات الحرب و آثارها يصورها تقرير برنامج الأغذية العالمي الذي يقول بأن البرنامج قدم المساعدة لنحو 8 ملايين شخص منذ اندلاع الحرب في السودان، إلا أن البرنامج يطالب بالمزيد من الإجراءات التي تفضي إلى توسيع الوصول بغية إنقاذ المزيد من الناس.
و بمناسبة مرور 500 يوم على اشتعال الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية و الدعم السريع قطع برنامج الأغذية العالمي بأن الشعب السوداني لا يستطيع تحمل 500 يوم أخرى.
بهذه المناسبة و التي ينظر إليها الكثير من السودانيين ككارثة ألمت ببلادهم وشردتهم في بقاع الأرض وضعت منظمة أطباء بلا حدود منشورا يشير إلى الرقم “500”، و علقت: ” يصادف يوم 27 أغسطس مرور 500 يوم على بدء الحرب في السودان”.
منظمة أطباء بلا حدود تنفذ هي الأخرى أعمالا إنسانية حاسمة في معظم ولايات السودان خاصة في الخرطوم و إقليم دارفور.
يعيش السودانيون هذه الأيام محنتين؛ الأولى كارثة الحرب التي قلبت حياتهم رأسا على عقب، و كارثة السيول و الفيضانات التي أثرت على نحو واسع على استقرارهم النسبي و مواردهم المحدودة.