تقرير: نزار عبدالله بشير
إحتشدت شوارع المدن في معظم ولايات السودان الآمنة مع اللحظة الأولى التي ذاع فيها خبر دخول القوات المسلحة السودانية مدينة ودمدني؛ حتى قبل أن يخرج مكتب الناطق الرسمي ببيان يعلن فيه استعادة المدينة من قوات الدعم السريع؛ بل وشهدت عدة مدن عربية وأفريقية آخرى حشود المواطنين السودانيين وهم يحتلفون في الشوارع فرحاً بعودة مدني من جديد، وإمتلأت شوارع بورتسودان والعاصمة الوطنية أمدرمان في لحظاتٍ لم يشهد التاريخ لها مثيل، والناس بين تهليلٍ وتكبيرٍ؛ بينما زاحمت الأغنيات الوطنية براح الفضاء وإزدحمت مع أعلام السودان التي يبدو أنها قد طاب لها التمايل مع نسمات الجو المعتدل في ذلك السبت (11 يناير 2025) .
سرعان ما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة وعبر بيانٍ قصير دخول القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الآخرى إلى مدينة ودمدني؛ وقالت إنها تعمل على “تنظيف جيوب المتمردين” بداخل المدينة، وبثت التهنئة للشعب السوداني بهذه المناسبة، وأكدت مضيها في طريق النصر حتى تحرير كامل البلاد.
تكامل أدوار:
يكشف الخبير العسكري عبدالغني عبدالفراج لشبكة الراهن الإخبارية أن استعادة مدينة ودمدني يمثل التخطيط السليم وتقدير الموقف، وأكد عبدالغني أن “العملية كانت مشتركة تكاملت فيها أدوار الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة السودانية” حيث لعبت القوات الجوية الدور الأبرز والأعظم في “تليين مواقع العدو وذلك بفعل السيادة الجوية؛ بتحييد المضادات الأرضية للمليشيا.. “.
يوضح عبدالفراج أن بعد تليين الدفاعات أتت مرحلة دخول المشاة من المحور الثالث لتصبح أربعة محاور لوجود محورين في إتجاه الشرق، ويضيف بأن ما قامت به القوات البحرية يمثل كذلك نقطة محورية في العملية العسكرية التي أدت لاستعادة مدني ومن ثم الإسقاط المظلي وأن كل ذلك “تم بتخطيط دقيق وعمل متزامن كان الهدف منه دحر المليشيات قبل الوصول للخطوط المعنية كما كان يحدث في المحور الشرقي الفاو” الذي وصفه بأنه تم صده مرات عديدة قبل أن يتمكنوا “بعزم الرجال من دخول كبري حنتوب”.
يصف عبدالغني في تصريح خاص لشبكة الراهن الإخبارية أن ما قامت به قوات درع السودان في المحور الخاص بها أدي لتشتت قوات الدعم السريع حيث قامت ” بتحييد قوات الفزع في ودراوة والسيطرة على مركباتهم التي كانت معدة للقطع.. ” الأمر الذي يصفه بأنه أدى إلى “الإنهيار المفاجئ وهروب وانسحابات حتى من المناطق التي لم تصلها القوات المسلحة، مما أدخل الرعب في قلوبهم.. ” ويرى بأن كل ذلك يمثل القدرة التامة على التحطيم وشل ما تبقى من مقدرات “العدو” الأمر الذي سهل عملية تحرير مدني.
البرهان يكشف السر:
فيما كشف رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في السودان القائد العام للقوات المسحلة السودانية السر في تحرير مدني ودمدني؛ وذلك في أول زيارة له لولاية الجزيرة عقب تحريرها، وقال البرهان متحدثاً للجنود في منطقة (بيكا) “سألت الطيار إذا كان بقدر يدِّخل الصاروخ للعدو تحت الكبري؛ وقال بقدَر، وقد كان ولما دخل ليهم الصاروخ؛ نحن عِرِفنا مدني دي فتحت.. “
بهذه الكلمات أشار البرهان إلى أن منطقة بيكا كانت المفتاح لاستعادة ودمدني؛ وذلك عقب تنفيذ سلاج الجو التابع للجيش السوداني طلعة جوية قذف بها تجمعات قوات الدعم السريع أسفل (جسر بيكا) .
وعقب حديث البرهان نشرت عدد من المنصات الإخبارية فيديو يوضح الطريقة التي قذف بها الطيار الحربي السوداني الصاروخ أسفل (كبري بيكا) حيث رصدت الكاميرات خروج أعداد من قوات الدعم السريع من بين الدخل من تحت نفق الجسر.
وعقب استعادة مدينة ود مدني خرجت مسيرات حاشدة في كل الولايات السودانية الآمنة، وخرج السودانيون في المناطق المختلفة في الوطن العربي والقارة الأفريقية احتفالاً بتحرير ود مدني، فيما بثت المؤسسات الحكومية المختلفة التهنئة للشعب السوداني بالإنتصار الذي تحقق في مدينة ود مدني.