شبكة الراهن الاخبارية

أهمية الدعم النفسي في معسكرات النزوح و اللجوء

معسكرات اللجوء دائما ما تكون مسرحا لظهور أعراض نواتج الحرب؛ من أزمات عقلية و نفسية، فالضحايا قد وصلوا المعسكرات كل يحمل بداخله قصة من المعاناة و الفقد و الحرمان، تناسلت فصولها مع كل لحظة و خطوة في رحلته للنجاة بنفسه و عائلته أو من تبقى منها.
و كلما تراجع مستوى المعيشة بمعسكر اللجوء أو النزوح كان الناتج تدهورا في الصحة النفسية و البدنية لقاطني المعسكر، إذ يكون النازح أو اللاجئ قد فقد عمله و لا سبيل له في وضعه الجديد للحصول على عمل لكسب العيش، و قد يكون تردي الخدمات الصحية في المعسكر سببا يضاف للأول فيما يتعلق بتدهور الصحة النفسية، و تشكل الأوبئة و الأمراض، مع نقص المياه و مشاكل الصرف الصحي أسبابا أساسية لتدهور الصحة النفسية في معسكرات النازحين و اللاجئين، هذا عطفا على ما كان قد تعرض له ذلك الشخص من أهوال فقد فيها ما فقد من أعضاء أو أعزاء أو أموال و عمل و استقرار.
نسبة لحتمية التأثر السلبي للصحة النفسية لقاطني المعسكرات، تعتبر عمليات الدعم النفسي من أهم ما يجب تقديمه لهؤلاء، بل يعتبر الدعم النفسي مهما بدرجة لا تقل عن تقديم الغذاء لهؤلاء الضحايا، و تبدأ خطوات الدعم النفسي عادة بتنظيم حملات التوعية النفسية، و التي يتم من خلالها توضيح أهمية الصحة النفسية بالنسبة للإنسان، و الأعراض التي قد تبدو على من يعاني من علة تحتاج الدعم أو العلاج، ثم زيارة العائلات و الأفراد الذين يعانون من العزلة و الانزواء، و إجراء المقابلات الفردية مع من يحتاجون المشورة النفسية، و الاهتمام الخاص بأولائك الذين فقدوا أطرافهم بسبب الحرب، إذ يحتاج المعاقون بسبب الحرب دعما نفسيا عاجلا حتى يعاد دمجهم في المجتمع.
تمثل المناشط الترفيهية للأطفال والكبار جانبا مهما عند من يعملون في جانب الصحة النفسية في معسكرات النازحين و اللاجئين، فلا بد من تنظيم الفعاليات المسرحية أو الرياضية، و التي تدعم بدورها عملية البناء النفسي لدى ضحايا الحروب.
و رغم الحرص على كل تلك المذكورات في شأن الصحة النفسية -إن توفرت- يجب أن يتوافر اختصاصيون نفسيون لتقديم العلاج اللازم لمن تبدو عليهم الحالات المرضية، فالحرب عدوة للحياة، و النفس لا تألف من يعاديها، و إن أجبرت على التعاطي مع الواقع الصادم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.