شبكة الراهن الاخبارية

بين متفائل و متشائم و ناقم، ما النتائج التي يمكن أن يحصدها السودانيون من مؤتمر باريس

تراوحت الثقة في جدوى مؤتمر باريس بشأن السودان ما بين منعدمة و كبيرة.
ففي حين رأى محللون بأن غياب طرفي الحرب عن المؤتمر يخصم من جدواه باعتبارهما الفاعلين على الأرض خاصة فيما يتعلق بإيصال المساعدات، رأى آخرون أن المجتمع الدولي مقصر في الأصل تجاه السودانيين فيما يلي حجم المساعدات، إذ لم يخل تقرير أو تصريح لمسؤول أممي أو منظمة إنسانية من دعوة المجتمع الدولي للوفاء بالتزماته بعد أن تسلمت الوكالات ما يساوي 6% فقط من قيمة الاحتياجات الفعلية.
في المؤتمر الذي انعقد بباريس حاول المانحون تدارك النقص، و عبر عن ذلك الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بقوله: ” في الذكرى الأولى للصراع الذي وصفه عمال الإغاثة بأنه صراع مهمل لكنه مدمر، إن المانحين تعهدوا بأكثر من ملياري يورو أي 2,13 مليار دولار للسودان”.
و تفتح تعهدات المانحين الباب أمام آمال عريضة بمواجهة الأزمة الإنسانية التي أنتجها عام من الحرب المدمرة، فقد تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 350 مليون يورو، في الوقت الذي تعهدت فيه فرنسا و ألمانيا بتقديم 110 و 147 مليون يورو، فيما تعهدت بريطانيا بتقديم 110 ملايين دولار.
أبرز حديث الرئيس الفرنسي في خاتمة المؤتمر الحاجة إلى تنسيق الجهود الدولية، التي وصفها بغير الناجحة حتى الآن، و المتداخلة لحل الصراع و وقف الدعم الأجنبي للأطراف المتحاربة.
و تسعى الأمم المتحدة لتحصيل مبلغ 2,7 مليار دولار هذا العام لمواجهة أوضاع إنسانية صعبة و متنامية في السودان، حيث تقول التقارير الأممية بأن أكثر من 25 مليون شخص يحتاجون للمساعدة، كما تحتاج الأمم المتحدة لمبلغ 1,4 مليار دولار أخرى لتقديم العون في بلدان تجاور السودان، لجأ إليها مئات الآلاف من الأشخاص.
المؤتمر الذي احتجت وزارة الخارجية السودانية على عدم دعوتها لحضوره في بيان رسمي، يرى محللون بأنه خصم بتلك الخطوة قسما من فاعليته، ولكن يبقى الالتزام بتلك التعهدات هو الفيصل في الحكم على نجاحه أو فشله، فيما تبقى الأوضاع في السودان قائمة مالم تحمل الأيام جديدا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.