ما من دولة عربية بدا أنها تريد حربا في المنطقة.
بدا ذلك من خلال الاتصالات و المشاورات البينية التي جرت حثيثة و نشطة في الساعات التي أعقبت الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، و ما زالت جارية.
الناظر للساحة في الشرق الأوسط يرى قيادة الإمارات العربية المتحدة و عمان و الأردن و مصر و قطر لجهود كبيرة لتهدئة الحالة بين إسرائيل و حماس على مدى شهور، ذلك مع مدى ما حاق بقطاع غزة من دمار و إزهاق للارواح، و ما استجد من مشاركة جماعات مدعومة من إيران في مهاجمة إسرائيل كجماعة الحوثي باليمن، و تلك جماعات تحمل تهديدات للحكومات العربية كذلك.
الواقع أن حالة التأهب التي تسود المنطقة لها ما يبررها، فالمناوشات التي كانت في السابق تطورت لهجوم تمتلك الدولتان أسبابه و إمكاناته، الأمر الذي يهدد بتحويل المنطقة لساحة حرب دولية و قتال أحلاف و صراع للبقاء و فوضى عارمة، و هو ما عبرت عنه الولايات المتحدة عبر موقف لم يعلن، بضرورة عدم الرد العسكري على الهجوم الإيراني، و استخدام وسائل أخرى للرد.
الهجوم الإيراني الذي هدف لإظهار القوة و ردع الذراع الإسرائيلية عن تنفيذ الهجمات ضد المصالح الإيرانية، وضع المنطقة بأسرها في حالة انتباه و تأهب، كما سيكون ملهما ملحا للساسة و الاستراتيجيين الناظرين إلى مستقبل المنطقة، هجوم إيران الجوي على إسرائيل هو النقطة الأقرب للحرب التي وصلها الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى، بحكم حجم الهجوم، و القدرة السياسية على اتخاذ قرار تنفيذه.
المزيد من المشاركات