أكد السفير التركي لدى السودان، فاتح يلدز، استعداد بلاده للعمل على إنهاء الأزمة وإحلال السلام في السودان، ضمن أي إطار يتفق عليه الشعب والإدارة في البلاد. جاء ذلك في تصريح لوكالة الأناضول، حيث قيّم العلاقات بين البلدين في ظل الحرب الدائرة بالبلاد منذ نحو 17 شهراً.
وأعرب يلدز عن ارتياحه لبدء مهامه كسفير للجمهورية التركية في السودان، مشيراً إلى أن تركيا تحظى بتقدير الشعب والحكومة السودانيين، كونها واحدة من 12 دولة ممثلة على مستوى السفراء في مدينة بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة.
وأكد السفير التركي على أهمية وقوف تركيا بجانب السودان في هذه الفترة، مشدداً على عزم بلاده الحفاظ على وجودها في السودان على مستوى السفارة. وذكّر بأن السودان شهد العديد من الصراعات الداخلية منذ استقلاله في عام 1956، وأنه ليس من العدل أن تظل مثل هذه البيئة تهيمن عليه، مضيفاً: “نعتقد أن هذه البيئة غير العادلة يجب أن تنتهي بطريقة أو بأخرى”.
وأشار يلدز إلى أن الأزمة الإنسانية في السودان لا تنبع فقط من النزوح السكاني، بل أيضاً من كون السكان محرومين من البيئة التي يكسبون فيها عيشهم. وأضاف أن هناك كارثة فيضانات في شمال البلاد منذ يونيو الماضي، وأن تركيا ترسل بانتظام مساعدات للمتضررين منها. وأوضح أن تركيا أرسلت آخر دفعة من المساعدات في يوليو الماضي، وبدأت ببذل جهود لتقديم مساعدات إنسانية جديدة بعد كارثة الفيضانات.
وأكد السفير التركي أن ما يقرب من 50% من الأجزاء الوسطى من البلاد، والتي تعتبر أكبر مشروع زراعي في السودان، تحتلها قوات الدعم السريع. وأوضح أن المساعدات التي ستقدمها تركيا لتطوير قطاع الزراعة في السودان ستكون حاسمة في مساعدة السودانيين على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفيما يتعلق بانتهاء الحرب في السودان، أكد يلدز أن المرجعية الأساسية للمبادرات هي إعلان جدة الموقع في مايو 2023، وأن تركيا تدعم الموقف الحازم للحكومة السودانية بشأن هذه القضية. وأشار إلى أن المبادئ التي تم الاتفاق عليها في جدة هي العناصر الأساسية للسلام المستقبلي في السودان.
وأضاف السفير التركي أن ما يميز تركيا عن الجهات الدولية الفاعلة الأخرى هو أنها لا تفرض أجندتها على السودانيين، بل تبني علاقاتها على الاتفاق الكامل وليس على الفرض أو الإكراه. وأكد أن تركيا مستعدة للعمل على إحلال السلام في السودان وأبلغت ذلك للأطراف المعنية.
وختم يلدز بأن العلاقة بين شعبي تركيا والسودان مستمرة بطريقة لا تتأثر بالنزاع القائم في هذا البلد، مشدداً على سعي بلاده للحفاظ على الزخم والتراكم الذي تحقق حتى الآن في العلاقات التركية السودانية، على الرغم من الاضطرابات الداخلية في البلاد.