شبكة الراهن الاخبارية

هل عاد “محمد كاكا” من الإمارات بخفي حنين؟

تقرير: محمد عباس الباشا.

الزيارة السادسة لمحمد كاكا، أو محمد ديبي، رئيس المجلس العسكري أو الفترة الإنتقالية في تشاد تتم قرأتها في سياقات متعددة لها علاقة بالراهن في تشاد و دول وسط القارة، إلا أن العنوان الأبرز لهذه الزيارة هو طلب العون الإماراتي لمواجهة ظروف معقدة مختلفة تواجه محمد ديبي في تشاد، خاصة بعدما أعلن ترشحه للانتخابات العامة القادمة المقررة في السادس من مايو المقبل، و بعد أيام من مقتل قريبه وأبرز منافسيه السياسيين في إطلاق نار لقوات الأمن.
ينظر مناصرو الجنرال التشادي الشاب على أنه يحاول الإمساك بخيوط الاستقرار في تشاد، و هي الدولة التي كان الاستقرار فيها أمرا استثنائيا و نادرا منذ استقلالها الشكلي عن فرنسا في ١١ أغسطس ١٩٦٠، فمؤيدو (إئتلاف من أجل تشاد موحدة) الذي سيدفع بالجنرال محمد كاكا للترشح للانتخابات، يؤيدون بشدة خطوات الرجل الذي يرون فيه منقذا للبلاد من خضم الفوضى التي كانت ستعصف بها بسبب مقتل والده الرئيس السابق إدريس ديبي لولا تدخل كاكا و الجيش لإعادة الأمور إلى نصابها، و هو المبرر الأفريقي الشائع في مثل هذه الحالات.
أما المعارضة التشادية فتخشى التوريث، و تسعى للحاق بركب الديمقراطية التعددية في محيط إقليمي لا يعرف من الديمقراطية إلا اسمها، فمقتل رئيس الحزب الاشتراكي يحى ديلو (بن عمة محمد كاكا)، برصاص العسكر داخل مقر حزبه مؤخرا، يوفر للمعارضة في تشاد مبررا لمخاوفها من دكتاتورية جديدة ترسل جذورها عميقا في أرض تشاد.
يخشى في تشاد من عودة الزعيم القبلي (زغاوة) عثمان ديلو، شقيق السياسي القتيل، و الذي أعلن العام الماضي تواجده بمدينة الفاشر بأقليم دارفور السوداني دعما ل”أبناء عمومته ” في صراعهم ضد قوات”الدعم السريع”.
عندما ذهب محمد كاكا للإمارات طلبا للدعم، كان يعلم حاجة الإماراتيين لتشاد فيما يتعلق بموقع تشاد من حلفاء الإمارات في كل من ليبيا و السودان، لكن محمد كاكا لم يكن يعلم بأنه قد يعود بما هو أقل من طلبه أو طموحه، تقول المصادر إن محمد كاكا طلب مساعدة بقيمة ١٥٠ مليون دولار من الإمارات، و لم يحصل إلا على ٥ ملايين دولار سلمت له نقدا.
إن صح حديث الرواة على متكأ الخيمة الرمضانية حيث تسامروا، فإن كاكا يحتاج أن يدير وجهه سريعا ناحية شمس جديدة بعد أن أشاحت الأولى، أما في السودان المثخن بجراح الحرب، فإن الناس يلتفتون غربا، إذ تعني نتائج زيارة محمد كاكا للإمارات الكثير، حتى لأولئك الذين لا يتعاطون السياسة، و لكنهم تعلموا ألف بائها عندما حولتهم إلى جوعى و لاجئين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.