بورتسودان _ نزار عبد الله بشير.
يحرص السودانيون في كل عام و في شتى بقاع السودان على مشاركة موائدهم مع بقية الصائمين من عابري الطريق و المسافرين الذين يصادف سفرهم وقت الإفطار، حيث يقطعون الشوارع على الركاب ليتشاركوا معهم وجبة الإفطار.
يبدأ التحضير باكراً لتلك الأماكن التي تُعرف محلياً (بالضرا) حيث تُجلب البُسط الجديدة، وتتهيأ الأماكن ويتم تنظيفها ثم تجلب المواعين التي تحضر فيها المشروبات و المأكولات بكميات كبيرة ثم يوزع الناس أنفسهم داخلياً إلى مجموعات؛ تتخصص مجموعة في تجهيز الطعام و مجموعة آخرى تقوم بتجهيز مكان الإفطار من نظافة و ترتيب وفرش ومجموعة أخرى للضيافة ومجموعة للإشراف،و يتم العمل وفق تنسيق عال و بمحبة كبيرة.
توقع كثيرون أن تؤثر الحرب الدائرة في السودان من الخامس عشر من أبريل 2023 على تلك العادات باعتبارها أفقدت الكثيرين مساكنهم؛ حيث نزح أكثر من ثمانية ملايين سوداني منذ بداية الحرب بحسب إحصائيات منظمات الأمم المتحدة، فيما يشير برنامج الغذاء العالمي إلى ثمانية عشر مليون سوداني يعانون من الجوع الحاد؛ لأجل هذه الظروف و غيرها توقع الكثيرون أن يأتي رمضان هذا العام إستثنائياً و لكن للمفارقة زادت نسبة إفطارات الشوارع في كل المدن السودانية و حتى السودانيين الذين لجأوا إلى دولٍ أخرى حملوا معهم تلك العادات فتجدهم بإفطاراتهم هذه يفترشون الشوارع و يدعون لها العامة من العابرين و أبناء السبيل.
و حرصت المنظمات الخيرية على إضافة المزيد من الوجبات حيث أقامت (المطابخ الخيرية) و تقوم بتوزيع الوجبات للصائمين في المستشفيات و دور الإيواء و السجون و المواقف العامة، فيما يحرص الناس في الشوارع على الوقوف على جانبي الطريق في وقت الإفطار لمناداة العابرين لمشاركتهم وجبة الإفطار كل يوم.