انشغل العالم و الناخبون الأمريكيون بالمناظرة التي جرت الخميس بين مرشحي الرئاسة الأمريكية الرئيس الحالي جو بايدن و السابق دونالد ترامب، فما هي المناظرة و ما أهميتها؟
للإجابة عن ذلك نستجلي أن المناظرة هي حوار أو جدال يقوم أطرافه بالتحاور هو قضية معينة، و يجتهد طرفا المناظرة في تقديم الأدلة و البراهين لدعم أو تغويض رؤية أو موقف الطرف الآخر حول القضية المعينة المطروحة.
لا تقتصر المناظرة على القضايا السياسية فحسب، إذ يمكن أن تتناول الموضوعات العلمية و الاجتماعية و الدينية و غيرها من ميادين وجهات النظر.
تعتمد المناظرة على التفكير النقدي، و التحليل و التفكير العميق، حيث يجب على الطرفين المتناظرين تقديم الحجج و البراهين القوية و الاستنتاجات المدروسة.
و تساعد المناظرة الجمهور في التعرف على وجهات نظر المتناظرين و مواقفهم تجاه قضايا معينة، و مرجعياتهم التي يعتمدون عليها في بناء تلك المواقف و الرؤى.
و يجب أن يستبق الطرفان موعد المناظرة بالاستعداد و البحث، حيث يعتمد المناظر على أدلة منطقية و حقائق لدعم موقفه أو وجهة نظره تجاه الموضوع المحدد للمناظرة، كما يجب أن يتمتع الطرفان باحترام وجهات النظر المغايرة و البعد عن توجيه ماهو هو خارج عن اللياقة و الأدب للآخر، و القبول بنتائج المناظرة.
تركز المناظرة على موضوع معروف و محدد، و لهذا يجب الالتزام بموضوع المناظرة و الابتعاد عن الخوض فيما ليس له علاقة بالموضوع المحدد، كما يجب كذلك الاستماع للمتحدث الآخر بشكل فعال، و التحدث بألفاظ واضحة و أفكار مرتبة و منظمة تساعد الطرف الآخر و الجمهور على الإحاطة بكامل محتوى الحديث و ما يريد المتحدث إيصاله.
و يجب على المتحدث المناظر أن يستخدم النبرة المناسبة للصوت، و الظهور بمظهر الواثق الهادئ.
المناظرة المحكمة أسلوب حضاري و قيم للتعرف على المواقف و وجهات النظر، و له القدرة على مساعدة الجمهور على التعرف على الحقيقة من غير تشويش أو إملاء و هو ما يساعد الناس على اتخاذ القرارات التي تناسبهم.
لوقت طويل ظل الإعلام ساحة من ساحات المناظرة خاصة السياسية منها، إلا أن أزمة الديمقراطية و عجزها عن الانتشار حرم المناظرة من اتخاذ موقعها الطبيعي في خدمة الحقيقة، و سيطر قالب الحوار على غالب المساحات التي كان من الممكن أن تشغلها المناظرة.
المزيد من المشاركات