شبكة الراهن الاخبارية

تغيير العملة السودانية، الدوافع و النتائج

تقرير: إكرام مجتبى حيدر.

لم يكن الاقتصاد السوداني بمعزل عن عناصر الدولة السودانية، التي تعرضت بنياتها و مؤسساتها للتخريب خلال الحرب، حيث دمرت البنية التحتية الصناعية و مشاريع الإنتاج المختلفة و التي كان آخرها تعطيل الإنتاج الزراعي بولاية الجزيرة و أجزاء من ولاية سنار.

الحكومة السودانية تعمل بجهد لاستعادة عافية البلاد الاقتصادية؛ حيث شرع بنك السودان المركزي في اتخاذ جملة من التدابير الهادفة لدفع الاقتصاد ناحية التعافي، وفقا لما أكده محافظ البنك المركزي برعي الصديق من أن المحفظة الاستراتيجية بدأت أعمالها بتوفير النقد الأجنبي فعليا، إيزانا بتدشين إستيراد المواد البترولية.

و في الاتجاه ذاته كشف محافظ بنك السودان المركزي عن ترتيبات تجري لتغيير العملة السودانية، مشيرا إلى أنها عملية معقدة لكنها ضرورية، كما أنها تحتاج لموارد مالية كبيرة.

الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي رأى أن ظهور كميات كبيرة من العملة لدى جهات غير البنك المركزي قامت بطباعتها و إنزالها إلى التعامل عمل مخل و يتطلب الإسراع في تغيير العملة مهما كانت التكلفة كبيرة، حتى إن اضطرت الحكومة للاقتراض من الخارج لهذا الغرض.

و رأى الرمادي أنه كلما أسرعت الدولة في طرح عملة جديدة للتداول حدت من تداول العملات خارج سيطرة البنك المركزي، و التي تتسبب في الإضرار بجهات عديدة في المجتمع و الاقتصاد.

في 2023 اتهم عضو مجلس السيادة السوداني الفريق ياسر العطا الدعم السريع بنهب مطابع العملة في الخرطوم، حيث كانت الأخبار تتحدث حينها عن أن الدعم السريع اخترقت الهدنة بهجومها على مقر مطابع العملة بالخرطوم، و نهبها لمخزونات من النقد الوطني و احتياطات من الذهب.

يشير اقتصاديون إلى أن بنك السودان المركزي مازال يشتكي من عدم وصول عائدات الصادر، حيث أعد قائمة حظر بأسماء الشركات التي لم تورد حصائل الصادر، و في القائمة 70 شركة، حيث ينبغي على البنك المركزي عمل تطبيق موحد لكل البنوك و يكون العائد لبنك السودان المركزي، و وزارة المالية قبل البدء في عملية تغيير العملة بعد الانهيار الذي تسبب فيه تأخير إلغاء العملة لفئتي ال 1000 جنيه و ال 500 جنيه.

الاقتصاد السوداني الذي فقد الكثير من عائدات الناتج المحلي بسبب تعطل الإنتاج الزراعي و الصناعي، و فقد الحصائل الضريبية و حصائل الأعمال على نحو كبير، مع تدمير البنيات الإنتاجية، يحتاج المزيد و العاجل من الحلول المجترحة التي إن لم تقل عثرته ساعدته على العودة لمحطة الاطمئنان.

مبنى بنك السودان المركزي بالخرطوم
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.