أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على الحاجة الملحة لزيادة الدعم للسودان، مشدداً على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لـ 14.7 مليون شخص بتكلفة تزيد عن 2.7 مليار دولار. وقد وصل الدكتور تيدروس إلى السودان لإطلاق نداء للحصول على مساعدة دولية أكبر ولتذكير المجتمع العالمي بالتزاماته تجاه الشعب السوداني.
و كرر الدكتور تيدروس الدعوة للسلام، مؤكداً ثلاث مرات أن “السلام هو الدواء الأكثر فعالية” للأزمة الحالية في السودان. كما سلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه النظام الصحي، ودعا إلى المساهمات الدولية في إعادة بناء المؤسسات الصحية في السودان.
من جانبها، أكدت الدكتورة حنان حسين بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، على أهمية المشاركة الدولية في دعم النظام الصحي السوداني.
وأشار وزير الصحة الاتحادي، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، إلى الوضع الصحي الحرج في البلاد وأهمية الشراكات. وأعرب عن شكره للدكتور تيدروس على زيارته، معرباً عن أمله في أن تصل الرسالة إلى العالم، وداعياً إلى زيادة التدخلات.
وأوضح الدكتور تيدروس أن منظمة الصحة العالمية قد قدمت بالفعل 92 طناً من المساعدات الطبية إلى السودان، بعد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد. وشدد على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر الحدودية والمطارات التي حددتها حكومة السودان، بما في ذلك بورتسودان في الغرب والجنوب.
كما دعا الدكتور تيدروس إلى حماية المدنيين، وندد بشدة بالانتهاكات المستمرة على الأرض. وحث المجتمع الدولي على الاعتراف بحجم الكارثة التي سببتها الحرب وأزمة القطاع الصحي، مشيرًا إلى أزمة النزوح الضخمة التي تؤثر على أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وأكثر من مليوني لاجئ في البلدان المجاورة.
وجاءت زيارة الدكتور تيدروس إلى السودان استجابة للنداءات المتكررة من وزارة الصحة السودانية لاتخاذ إجراءات عاجلة وتحشيد الموارد لمواجهة الأزمات الإنسانية والطبية. ودعا إلى تأمين المعابر الحدودية لضمان توصيل المساعدات إلى 25 مليون شخص في حاجة إلى الغذاء والدواء، أي أكثر من نصف سكان السودان.
وقد تم تأمين أقل من نصف المبلغ المطلوب، مما دفع الدكتور تيدروس إلى المناشدة للحصول على المزيد من المساعدات الدولية والالتزام بالوعود المقدمة للسودان. كما دعا إلى تفعيل فرق الاستجابة الطبية والتحقيق لمكافحة الأوبئة والأمراض.