شبكة الراهن الاخبارية

يالسايق الحافلة، براي معاي قافلة

بقلم هويدا عبد اللطيف.

( لم أستأذن الشاعر الكبير محمد عثمان كجراي عندما أخذت أغنية “الزمن دوار” من مكتبه، و عندما أخبرته بذلك بعد أن لحنتها لم يرض، معتبرا أنها من بدايات أشعاره التي لا ترقى للتقديم، لم يعجب كجراي بالأغنية إلا عندما سمعها بصوت البنات من “سيرة” مرت به و هو جالس أمام المكتبة).

الفنان الراحل إبراهيم حسين.

أغاني البنات بين التعبير المباشر و العمق المعنوي ..

أشعار موسيقية عاطفية تعبر عن عمق الروح و المشاعر ، تتجسد فيها روح الحب بطريقة جماعية مميزة ، فقد تغنت البنات للحبيب بأسلوب يجمع بين الشغف و عذوبة اللحن ، تعبيراً عن المحبة ، الأمل ، و الشوق .
تتنوع أغاني البنات في مواضيعها و أساليبها، فيتراوح ذلك بين الحب العذري والرومانسية الخجولة ، بينما تركز بعضها على الفراق و الألم الوجداني ، فقد لامست هذه الأغاني أوجاع القلوب و سلطت الضوء على جمالية المشاعر .
سنتجول الآن في هذا العالم ، لنكتشف سحر هذه الكلمات و الألحان، لنستمتع بتجسيد الحب والعاطفة ، الأغنية التالية هي نموذج سأقوم بمحاولة تحليله لنرى الكم المهول من الحنين و الحسرة و الحب الذي تحمله هذه الكلمات :
بلومي ود أمي ** يا حليل البلوم .
الحي يعود و يجي **يا حليل البلوم .
هذا البيت يعبر عن الحنين و الشوق للحبيب ، ربما كانت تسمية الحبيب بالبلوم مراعاة للبيئة التي تعيش فيها ، فربما التعبير المباشر عن الشوق للحبيب هو أمر غير مسموح به ومخجل في ذات الوقت؛ لذا تم استخدام كلمة البلوم الذي سيأتي في يوم ما لا محالة .
السايق الحافلة ** براي معاي قافلة .
والمابتحب كافرة ..
الحافلة ( الباص) فهي تقل الناس من مكان إلى آخر فأحياناً تكون وسيلة للهروب من الذكريات أو وسيلة عودة إلى الوطن ..فهنا تنادي البنات سائق الحافلة الذي اشتهر كثيراً في أغنيات البنات ..و تخاطبه بأنها حزينة لأجل فراق حبيبها ..وتذم من لا تحب ..تريد هنا أن تثبت للمجتمع بصورة غير مباشرة أن الحب هو الطبيعي وأن التي لا تحب هي كافرة .

(أناقاعدة أحكيلو والحافلة دي تشيلو)،
هنا تعبر عن آخر لحظات في لقاءهما الأخير، و هنا يبدو واضحاً أن الأمر لا يعدو كونه خيال؛ لأن ملاقاة الحبيب و التحدث معه بشكل مباشر غير مسموح به بهذا الشكل الواضح لذا تم التعبير عن هذا الأمر في الكلمات التي حملت المعنى بأكمله .
(الشي القدرت عليهو .. عطرت منديلو)
يبدو واضحاً محاولاتها حتى اللحظة الأخيرة لإعطاءه شيئا للذكرى فلم تجد إلا أن رشت من عطرها على المنديل الذي يحمله ..

فهذا النص على سبيل المثال لا الحصر ، يتجلى جماله في التركيز على الحنين والشوق للحبيب و محاولات استمرار العلاقة و بعث رسائل تعبر بوضوح عن المحبة .

هويدا عبد اللطيف.

مايو 2024

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.