كتب: محمد عباس الباشا.
تهتم الدول و الاتحادات و المنظمات الإقليمية بإنشاء أنظمة الإنذار المبكر و تعزيز قدراتها لتحقيق أكبر مردود منها، و هو مردود يستحق أن يتم الإنفاق من أجل الحصول عليه إذا علمنا أن الإنذار المبكر هو أداة أساسية للحد من المخاطر الناجمة عن الكوارث و تعزيز التكيف مع تغير المناخ.
تعمل أنظمة الإنذار المبكر على تقليل الخسائر البشرية بتحذير السكان قبل وقوع الكوارث، مما يساعدهم على توخي الحذر؛ و بالتالي تقليل الخسائر التي قد تنجم عن تلك الكوارث من وفيات و إصابات.
و تعمل أنظمة الإنذار المبكر على تقليل الخسائر التي يمكن أن تقع على الموارد الاقتصادية سواء كانت ثروات حيوانية أو بنى تحتية، أو غير ذلك، حيث تمنح تلك الأنظمة السكان و الجهات المعنية المعلومات التي تمكنها الجميع من اتخاذ التدابير الممكنة لتلافي الخسائر التي تحدثها الكوارث في الممتلكات.
و تساعد أنظمة الإنذار المبكر المجتمعات على التكيف بشكل فيه تحضير و ترتيب و استعداد مع المخاطر، و ذلك من خلال إحاطة الناس بمعلومات مسبقة عن الكوارث المحتملة.
بالرغم من أن أكثر البلدان تأثرا بتطرف الظواهر الطبيعية هي من البلدان الأقل مساهمة في تسبيب الاحترار العالمي إلا أن الكثير منها يفتقر لأنظمة إنذار مبكر فعالة و قوية، و لهذا يعتبر توفير هذه الأنظمة للجميع من الأهمية بمكان، كما يجب تحسين جودة البيانات الصادرة عن تلك الأنظمة من أجل المزيد من الدقة التي تعني تقديم المعلومة ذات القدر الأعلى من الموثوقية.
و لا يجب أن تغفل الحكومات و الهيئات و المنظمات المعنية عن أمر تدريب المجتمعات على الاستجابة الفعالة للإنذارات التي تصدرها السلطات بناءا على تحليلات و بيانات مراكز الإنذار المبكر و التنبؤات الجوية.
يفرض الواقع على الدول جميعا، و المدارية منها على وجه التحديد التعامل بشكل أكثر جدية مع قضية تعزيز مراكز الإنذار المبكر لعلاقتها بكافة جوانب الحياة اليومية للسكان، و لتعاظم دورها بعد أن أصبحت الظواهر المتطرفة أكثر حدة من ذي قبل، و أكثر فتكا بالناس و ممتلكاتهم و بيئات عيشهم.