آخر تحديثات الأضرار الناجمة عن تطرف المناخ في ولاية البحر الأحمر شرق السودان تتحدث عن تدمير للبنيات التحتية، و آثار إنسانية قد تفوق قدرات السلطات المحلية في بلاد تأثرت مواردها كثيرا نتيجة للحرب المدمرة المستمرة.
مدينة بورتسودان امتدت إليها الأضرار في أهم ما يهم مواطنيها، فهذه المدينة التي تعاني في الأصل نقصا في إمدادات المياه العذبة، تثور المخاوف فيها حاليا من فقدان ما كان يأتيها من إمداد مائي من سد أربعات الذي تعرض لأضرار هيكلية في بنيته بسبب الفيضانات، حيث تم تأكيد حدوث أضرار جسيمة و مؤثرة في خط الأنابيب الناقل للمياه العذبة الذي يزود مدينة بورتسودان بالمياه.
السلطات الفنية في تحليلها لمشهد و مآلات الكارثة تحدثت عن اندفاع حوالى 5 ملايين متر مكعب من الطمي في اتجاه مجرى النهر، حيث اجتاحت الأطماء المناطق الزراعية و مصادر المياه العذبة، و خطوط إمدادها، و أثرت بشدة على الطرق في محيط منشأ الكارثة.
أدى تأثر سد أربعات إلى وفيات، مع فقدان ما يقرب من 64 شخصا، و طمر 84 بئر، و تدمير 20 قرية.
تمثل الحالة الصحية الهم الأكبر و الأولوية القصوى بالنسبة للفرق الحكومية و منسوبي المنظمات في المنطقة، حيث يصاحب هذه الحالات الطارئة في المعتاد تفشي عدد من الأمراض مثل الملاريا و الكوليرا و التهابات العيون، و هو مالم يعلن عن حدوثه حتى الآن، غير أن الجميع يعمل على تلافيه، خاصة بعد النتائج التي يتوقعها العاملون الصحيون من انهيار 1380 مرحاض، و توفر بيئات توالد النواقل، ذلك مع العمل على توفير احتياجات المتأثرين فيما يلي الغذاء، و المأوى، و المتطلبات المنزلية.
مستويات التنسيق بين المنظمات الدولية و المحلية و السلطات الحكومية تبدو عالية، إلا أن إمكانية الوصول لمناطق عديدة تبدو منعدمة، بسبب عزلها بعد تأثر الطرق، حيث تمثل الكارثة في أربعات تمظهرا واضحا لسطوة الطبيعة، في منطقة عازتها النظرة البعيدة.